كثفت وزارة الصحة خلال الأسابيع الأخيرة جهودها الرامية إلى مكافحة مرض الملاريا للحيلولة دون ارتفاع عدد الأشخاص المصابين بهذا المرض في جمهورية جيبوتي. وكانت الوزارة قد أعلنت نهاية شهر ديسمبر الماضي عن اكتشاف الحالة الأولى لهذا المرض الذي ينجم عن لدغة البعوض الحامل للطفيليات المسببة له. وعقب ذلك مباشرة أطلق وزير الصحة الدكتور / قاسم إسحاق عثمان حملة توعوية واسعة داعيا المواطنين إلى اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من المرض والحرص على النظافة العامة ، والتوجه إلى أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراضه لإجراء الفحوصات وتعاطي العلاج.
كما قام الوزير بتسليم شحنة من الناموسيات المعقمة إلى رؤساء المركز الصحية لتوزيعها على النسوة الحوامل والمرضعات فضلا عن الأشخاص المصابين بالملاريا.
وبحسب مسئولي الوزارة فقد تم تعبئة الموارد المادية والبشرية لمواجهة اتساع دائرة المرض الذي ينتقل إلى البلاد عن الدول المجاورة وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين بعد إخضاعهم للفحوصات وإجراء التحاليل المخبرية لتشخيص المرض.
وتعمل مجمل المراكز الصحية ال12 والمنتشرة في جيبوتي وضاحية بلبلا على مدار 24 ساعة لاستقبال مرضى الملاريا وصرف العلاج لهم مجانا ونقل الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات شديدة إلى قسم الطوارئ بمستشفى بيلتيه العامفي السياق ذاته يقوم المعهد الوطني للصحة العامة ببعض الإجراءات الهادفة إلى القضاء على البعوض المسبب للمرض من خلال رش المبيدات الحشرية على المستنقعات في مجمل الأحياء الشعبية بجيبوتي .
وعلى غرار اقرانهم في الدول الإفريقية يشكل الأطفال الصغار في جيبوتي غالبية ضحايا هذا المرض الذي يوصف بالفتاك.وتجدر الإشارة إلى أن اكتشاف الطفيلي مسبب مرض الملاريا في 6 نوفمبر 1880 في المستشفى العسكري بقسنطينة (الجزائر) من طرف طبيب في الجيش الفرنسي يدعى ألفونس لافيران والذي حاز على جائرة نوبل في الطب والفزيولوجيا لعام 1907 عن اكتشافه هذا الملاريا .وحيث أن هذا المرض من الأمراض الفتاكة فقد أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلى المناطق الموبوءة باستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة (أثناء السفر أو بعده) إلى 38 درجة مئوية أو عند ظهور أي أعراض للملاريا دون الانتظار لتشخيص الطبيب