أحييت جمهورية جيبوتي يوم أمس الأربعاء اليوم العالمي لمكافحة مرض السل الرئوي، وبهذه المناسبة نظمت وزارة الصحة بالتنسيق مع عدة جهات معنية بالصحة احتفالا في فندق كمبنسكي بحضور وزير الصحة الدكتور/ قاسم إسحاق عثمان والعديد من المسؤولين الصحيين الجيبوتيين وممثلين للوكالات الأممية العاملة في البلاد. وأقيمت فعاليات اليوم العالمي لمكافحة السل في جيبوتي هذا العام تحت شعار «بمساعدتك في الفحص يتحقق العلاج». وتم خلال الاحتفالية استعراض المؤشرات المتعلقة بالمرض في جيبوتي وطرق الوقاية منه والجهود التي تقوم بها الحكومة لمكافحته من خلال «البرنامج الوطني لمكافحة السل». وحسب آخر بيانات وزارة الصحة توجد نحو 2000 حالة إصابة بالسل في جيبوتي. وفي ختام المناسبة، تم توزيع شهادات تقديرية على شخصيات من وزارة الصحة ساهمت بفعالية في محاربة السل في جيبوتي.

ومن الأهمية بالإشارة إلى أن جمهورية جيبوتي تبنت إستراتيجية لمكافحة السل خلال الفترة 2006 -2010 م، وفي ضوء هذه الإستراتيجية التي مولت من قبل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، تم توفير العلاج المجاني للمرضى المصابين بهذا المرض، كما تم تزويد المراكز الصحية المجتمعية في العاصمة والأقاليم بالعقاقير والأدوية اللازمة لمعالجة السل. وتأتي هذه المبادرة في إطار الأهداف المتوخاة في مجال القضاء على مرض السل الرئوي نسبة 85%.

من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسل» إنه بإنقاذ حياة نحو37 مليون شخص بين عامي 2000 و 2013 من خلال التشخيص والعلاج من مرض السل، بات من الممكن وضع حد للوباء بحلول عام 2035. وحث القادة على الالتزام مجددا بالقضاء على المرض».

وأضاف مون « وأحث الحكومات والمجتمعات المحلية المتضررة من السل والعاملين في المجال الصحي في أنحاء العالم على تكثيف جهودهم بما يتماشى مع الاستراتيجية الطموحة التي وضعتها جمعية الصحة العالمية في عام 2014 للحد من الوباء العالمي في غضون عقدين من الزمان».

هذا ويعد السل، واحدا من أكثر الأمراض المعدية الفتاكة في العالم. وأصيب ما يقرب من تسعة ملايين شخص به في عام 2013، فيما أودى بحياة 1.5 مليون شخص. ويشتد تأثير مرض السل بين السكان الأكثر ضعفا، بما في ذلك أولئك الذين يكافحون الفقر واعتلال الصحة. وبالنسبة للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عاما، يعتبر السل، واحدا من الأمراض الخمسة الفتاكة. أما بالنسبة للأطفال، والسجناء والمهاجرين وأولئك الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية، لا يزال السل أكثر الأمراض شيوعا والسبب الرئيسي للوفاة. وفي مايو أيار الماضي، وافقت الحكومات على استراتيجية جديدة (2016-2035) للقضاء على وباء السل العالمي. وتحقيقا لهذه الغاية، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات جديدة في المعركة العالمية ضد هذه الآفة. وتحدد استراتيجيتها «دحر السل» إجراءات وأهدافا واضحة توفر طريقا نحو عالم خال من وفيات ومعاناة السل. وترتبط الخطة أيضا بالقضاء على الفقر على نطاق أوسع، والحماية الاجتماعية وجدول أعمال تغطية صحية شاملة. وتحدد استراتيجية «دحر السل» الأهداف والإجراءات بالنسبة للحكومات والشركاء لتوفير الرعاية التي تركز على المريض، ومتابعة السياسات والنظم التي تمكن من الوقاية والرعاية، والبحث والابتكارات اللازمة لوضع حد لهذا الوباء والقضاء عليه. وتدعو منظمة الصحة العالمية أيضا الحكومات والمجتمعات المحلية المتضررة، ومنظمات المجتمع المدني ومقدمي الرعاية الصحية للانضمام إلى حملة لطرح هذه الاستراتيجية والوصول علاج جميع المرضى في الوقت الحالي.