رعى معالي وزير الصحة الدكتور قاسم إسحاق عثمان أمس الأربعاء حفل وضع حجر الأساس لمركز جراحة المخ والأعصاب والقلب التابع لمستشفى الرحمة ببلبلا الذي تشرف عليه لجنة إفريقيا للإغاثة ممثل الرحمة العالمية دولة الكويت. وجرت مراسم الحفل بحضور المدير الإقليمي للجنة إفريقيا للإغاثة الأستاذ عبد الغني القرشي القائم الأعمال في السفارة الكويتية في جيبوتي السيد عادل المرامي ، ونظيره في السفارة القطرية السيد ناصر المنصوري ، ومدير مجمع الرحمة التنموي لرعاية الأيتام الدكتور عبد الله فتوح ، إضافة إلى مدير مستشفى الرحمة الدكتور محمد الشرقاوي. ويشكل هذا المركز الجديد الذي يتم تمويله من قبل محسنين من دولتي الكويت وقطر الشقيقتين إضافة نوعية للخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى الرحمة في بلبلا لسكان العاصمة، كما سيوفر علي المرضى مشقة السفر إلى الخارج لتلقي العلاج فيما يتعلق بجراحة المخ والأعصاب والقلب وفقا لمسئولي المستشفى.

وألقى وزير الصحة الدكتور قاسم إسحاق عثمان خطابا في المناسبة أشار فيه إلى أن مركز جراحة المخ والأعصاب والقلب سيوفر علي المرضى سواء في جيبوتي أو في دول المنطقة من تحمل عناء السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

وشدد الوزير حرص الحكومة على توفير رعاية طبية متميزة للمواطنين سواء في مدينة جيبوتي أو في المناطق الداخلية ، مشيدا في ذات الوقت بالمساعي الحثيثة المبذولة من قبل لجنة إفريقيا للإغاثة ممثل الرحمة العالمية في جيبوتي من أجل الإسهام في برامج الحكومة الرامية إلى تحسين الأوضاع المعيشية والصحية للشرائح الاجتماعية الأكثر احتياجا في البلاد.

وأضاف قائلا : إن الحدث الذي يجمعنا اليوم يشكل خطوة مهمة نحو تطوير النظام الصحي في جيبوتي ، وهو مشروع يغطي الاحتياجات المتعددة في مجال جراحة المخ والأعصاب والقلب.

إن هذا المشروع الذي يعد تكملة للخدمات الصحية المتوفرة للمواطنين يأتي تماشيا مع توجهات رئيس الجمهورية الذي يسعى دوما لجعل الرعاية الطبية في متناول الجميع.

وجدد الدكتور / قاسم إسحاق عثمان في كلمته التأكيد على أهمية هذا المركز لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية والتي تعتبر السبب الرئيسي للوفاة في العالم أكثر من السيدا والسل وحوادث السير وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأثنى الوزير على الشراكة المتميزة القائمة بين دولة الكويت وجمهورية جيبوتي ، مثمنا في ذات الوقت الجهود التي تبذلها لجنة إفريقيا للإغاثة –دولة الكويت – لمواكبة مساعي الحكومة من أجل الارتقاء بالأوضاع الصحية للسكان وبخاصة الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا.

من ناحتيه نوه القائم بالأعمال في السفارة الكويتية في جيبوتي السيد/ عادل المرامي أن هذا المشروع يعكس متانة وعمق العلاقات الأخوية بين جيبوتي ودولة الكويت والحرص على تعزيز وتطوير مسيرة التعاون المشترك بما يحقق تطلعات وطموحات قيادة البلدين، والشعبين الشقيقين برعاية وتوجيه أمير الكويت الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح، وأخيه الرئيس السيد / إسماعيل عمر جيله.

وأشار إلى أن بلاده حرصت على مشاركة شقيقتها جيبوتي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، إذ تساهم من خلال مؤسسة الرحمة العالمية بتدشين مشروع مركز الرحمة التخصصي لجراحات المخ والأعصاب والقلب بهدف تقديم خدمات طبية متكاملة وذات جودة عالية للمواطنين والمقيمين في جيبوتي إلى جانب سكان منطقة القرن الأفريقي ، مما يوفر عليهم مشقة السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

وأشاد القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في بلادنا بدعم الحكومة والتسهيلات التي قدمتها من أجل إنجاز هذا الصرح الطبي الحيوي في ظل التوجيهات الكريمة ، والقيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية.

أما القائم بالأعمال في السفارة القطرية في جيبوتي السيد/ ناصر خميس بن المنصوري فأوضح في مداخلته أن مركز جراحة المخ والأعصاب والقلب سيساهم دون أدنى شك في رفع المعاناة عن الكثير من الجيبوتيين الذين كانت الظروف تضطرهم لتحمل أعباء السفر في الخارج ، نظرا لعدم توفر الجراحين والأقسام الجراحية والكوادر الطبية المتخصصة في جراحة المخ والأعصاب والقلب.

وعبر عن الشكر والتقدير للحكومة الجيبوتية وكافة المسئولين الذين لم يدخروا جهدا في سبيل تيسير الأمور، وتذليل الصعوبات والعراقيل من أجل إنشاء هذا المركز الذي يعد الأول من نوعه وضمن المشاريع التي ستخدم الخطة التنموية للحكومة الجيبوتية وفق رؤية جيبوتي الوطنية 2035.

يذكر أن لجنة إفريقيا للإغاثة مؤسسة كويتية غير حكومة تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت ، وقد تم افتتاح مكتبها في جيبوتي في العام 1999 عقب إبرام اتفاقية بين اللجنة ووزارة الشئون الخارجية تقوم بموجبها الأولى بممارسة العمل في مجالات حفر الآبار السطحية والارتوازية وبناء دور الأيتام والمدارس والمساجد والعمل الإغاثي وكفالة الطلاب وخصوصا الأيتام إضافة إلى الأسر الفقيرة،

ويجسد المجمع بشقيه التعليمي والصحي اليوم التعاون المثالي بين لجنة أفريقيا للإغاثة ممثلة بمكتبها الإقليمي والحكومة بقيادة الرئيس إسماعيل عمر جيله بهدف محاربة الفقر والبطالة وخدمة المواطنين عموما من خلال تخفيف المعاناة عن الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا. حيث يعمل في المجمع ما يزيد عن 300 موظف وعامل.

هذا ويضم مستشفى الرحمة عيادات الأنف والأذن والحنجرة والعيون والباطنية والعظام وجراحة المسالك والجراحة العامة والأطفال والنساء والأسنان ،إضافة إلى قسم العمليات الجراحية الذي يحتوي على 4 غرف عمليات وغرفة الإفاقة وغرفة العمليات (الليزر للعيون) وغرفة العناية المركزة وغرفة الحضانات للأطفال حديثي الولادة .

ويقدم المستشفى -الذي تبلغ سعته 80 سريرا - خدماته صحية في مختلف التخصصات الطبية للمواطن الجيبوتي ومواطني دول القرن الإفريقي بهدف الحد من سفرهم إلى الخارج لتلقي العلاج بحسب مدير هذا الهيكل الصحي المهم.