قال رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك جرين لرئيس جنوب السودان سلفا كير في محادثات بالعاصمة جوبا إنه وبعد أربعة أعوام من الحرب الأهلية التي شهدت هجمات وحشية على مدنيين فإن الولايات المتحدة تراجع الدعم الذي تقدمه لهذا البلد.
وقال جرين في أول زيارة له إلى أفريقيا بصفته مسؤول ملف المساعدات في إدارة الرئيس دونالد ترامب إنه دعا كير لأن يأخذ على محل الجد جولة محادثات إقليمية جديدة بشأن السلام ودعاه إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وذكرت رويترز أن المسؤول الأمريكي التقى برئيس جنوب السودان لمدة 45 دقيقة يوم الجمعة لنقل رسالة صريحة من واشنطن وسط مخاوف بشأن وقوع أعمال وحشية وتفاقم الاضطرابات وانعدام القانون ومعاملة وكالات المساعدات.
ويدل اللقاء على أن إدارة ترامب تعيد النظر في دعم كير الذي وصل إلى السلطة بدعم واشنطن عندما انفصل جنوب السودان الغني بالنفط عن السودان في عام 2011 بعد عقود من الصراع.
وقال جرين في مقابلة كان محظور نشرها حتى يغادر البلاد لدواع أمنية «حقيقة أننا ندعم شعب جنوب السودان لكن الموقف تدهور إلى الحد الذي يصبح فيه من الملائم أن نجري إعادة نظر جادة في السياسة الأمريكية».
وتابع يقول «أبلغته أنه في الأسابيع القليلة المقبلة سنجري مراجعة كاملة لسياستنا تجاه جنوب السودان“ مؤكدا أن مناقشاته مع كير ”أجازتها أعلى المستويات» في واشنطن.
والولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الإنسانية الضخمة التي تشرف على تقديمها الأمم المتحدة لجنوب السودان. وأنفقت واشنطن نحو 518 مليون دولار في العام الجاري وأنفقت 2.7 مليار دولار منذ العام 2013.
وقال جرين إنه تحدث عن المخاوف الأمريكية بشأن وصول المساعدات الإنسانية ومعاملة منظمات الإغاثة. ولقي أكثر من 80 عامل إغاثة حتفهم منذ اشتعال الصراع وشكت منظمات مساعدات من قيود تفرضها الحكومة على حركتها.
ولا يتفق كير مع التقييم الأمريكي للوضع. ونفى أن قوات الحكومة وراء العنف وقال إن وقفا لإطلاق النار من جانب واحد ما زال ساريا منذ مايو.
وقال جرين «هو لا يوافق على تقييمنا بأنه توجد مشاكل في وصول المساعدات الإنسانية… أريده أن يفهم أننا جادون في إجراء مراجعة».
وفشلت محاولة أمريكية لاستصدار حظر على السلاح من الأمم المتحدة أواخر العام الماضي. وقالت الصين، أكبر مستثمر في حقول النفط المتضررة في جنوب السودان، إنها تعتقد أن الحظر لن يكون مفيدا.
وسافر جرين يوم السبت الماضي تحت حراسة مشددة إلى مخيم تديره الأمم المتحدة يقيم فيه حوالي 32400 شخص في واو وهي رحلة تستغرق ساعتين بالطائرة من جوبا..
وكرر جرين القول بأنه يجب على كير أن يتخذ إجراء عاجلا لإنهاء عدم الأمن بتنفيذ وقف لإطلاق النار.
وقال «الرئيس يعتقد أن الوضع آمن وأنه يوجد أمن وأن عمال المساعدات الإنسانية ليسوا في خطر. ما شاهدناه في واو على النقيض تماما من ذلك».