دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجموعة الدولية لحشد طاقاتها لتجنب الأسوأ في الصومال، وقال غوتيريش للصحافيين خلاله زيارته يوم أمس الأول الثلاثاء مقديشو «من الممكن تجنب الأسوأ، من الممكن تجنب دخول الصومال في وضع مماثل لما حصل عام 2011».وأضاف غوتيريش بعد لقائه الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو «نحن بحاجة لدعم كبير من المجموعة الدولية.. ومن دون هذا الدعم نواجه خطر مأساة غير مقبولة على الإطلاق لا تستحقها الصومال». وكان غوتيريش أكد للصحافيين خلال الرحلة إلى مقديشو أن «النزاعوالجفاف إلى جانب التغير المناخي والأمراض والكوليرا كلها عوامل تشكل كابوسا».
من جهته أكد الرئيس الصومالي -الذي انتخب يوم 8 فبراير الماضي- أن بلاده تواجه جفافا يمكن أن يتحول إلى مجاعة إذا لم تهطل الأمطار خلال الشهرين المقبلين.
وقد أصدر أنطونيو غوتيريش والرئيس الصومالي بيانا مشتركا، طالبا فيه المجتمع الدولي بالتحرك سريعا لمواجهة كارثة الجفاف والأمراض التي يشهدها الصومال.
وسبق للحكومة الصومالية الجديدة أن أعلنت نهاية فبراير الماضي حالة «الكارثة الوطنية»، وبدأت تظهر صور الضحايا في وسائل الإعلام، مما أثار مخاوف من شبح المجاعة التي حصلت في 2011 وتسبب في وفاة 260 ألف شخص.
وأدى الجفاف في الصومال لانتشار أمراض الإسهال الحاد والكوليرا والحصبة، في حين يواجه حوالي 5.5 ملايين شخص خطر التقاط أمراض تنقل بواسطة المياه.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الصحة في إدارة جنوب غرب الصومال إن 14 ألف شخص في المناطق التابعة للإدارة أصيبوا بإسهال حاد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة جراء شربهم مياها غير صالحة، وتوفي منهم 163 فردا.
وجاء ذلك بعدما ضرب الجفاف مناطق واسعة وأصبح الحصول على المياه صعبا. ولم تستبعد الوزارة أن يكون عدد الضحايا أكثر من المعلن.
ودعت إدارة جنوب غرب الصومال المنظمات الإغاثية لسرعة التعامل مع هذه الحالات وتداعيات الجفاف الذي يضرب مناطق واسعة في الصومال، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 6.22 ملايين شخص (قرابة نصف السكان) بحاجة لمساعدة إنسانية طارئة بينهم نحو ثلاثة ملايين يعانون من المجاعة.
وتعلن المجاعة في بلد ما حين يكون أكثر من 20% من ساكنته تواجه صعوبات في تأمين مواد غذائية أساسية، وحين يفوق معدل الوفيات شخصين من أصل كل عشرة آلاف في يوم واحد وحين يشمل سوء التغذية الحاد أكثر من 300% من السكان.