قال الرئيسان السوداني عمر حسن أحمد البشير والكيني أوهورو كينياتا إنهما بحثا «تنامي الاتجاه المناهض» للمحكمة الجنائية الدولية في صفوف الدول الأفريقية، وذلك بعد بضعة أيام من إعلان جنوب أفريقيا وبوروندي وغامبيا انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف الرئيسان الأفريقيان الأحد في بيان عقب انتهاء مباحثاتهما بالخرطوم أنهما ملتزمان بمقررات الاتحاد الأفريقي، القاضية بالتصدي للمحكمة الجنائية، وكان القادة الأفارقة قد اتفقوا في صيف العام الماضي على عدم احترام قرارات المحكمة بتوقيف أي رئيس أفريقي.
وسبق للمحكمة -التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقرا لها- أن أسقطت في العام الماضي قضية اتهام بحق الرئيس الكيني في ملف الإنسانية بسبب تغيير شهادة الشهود.
وجاءت تصريحات الرئيسين البشير وكينياتا بعدما صادق الرئيس البوروندي بيير نيكوري نزيزا الثلاثاء قبل الماضي على انسحاب بلاده من المحكمة الجنائية بعد حصوله على تأييد البرلمان.
وبعدها بأيام أعلنت جنوب أفريقيا أنها أبلغت الأمم المتحدة رسميا بانسحابها من المحكمة لأسباب، من بينها أن «واجباتها فيما يتعلق بالحل السلمي للنزاعات لا تنسجم مع تفسيرات المحكمة»، وأعلنت جامبيا الثلاثاء الماضي انسحابها من المحكمة متهمة إياها بأنها تعمل على «إذلال» الأفارقة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد الماضي رئيس جنوب أفريقياجاكوب زوما إلى إعادة النظر في قراره بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية في أكتوبر من العام المقبل، وأضاف بان أن الانسحاب يبعث برسالة خاطئة بشأن التزام الدول المنسحبة بالعدالة.
يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية -التي بدأ عملها في يوليو 2002 وتضم 124 دولة عضوا- هي أول كيان دولي له صلاحيات الملاحقة القضائية لقضايا جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.