تمكنت القارة الأفريقية من جذب المستثمرين من مختلف دول العالم، وساعدت الكثافة السكانية التي تتميز بها بلدانها في تحقيق ذلك، وانطلاقاً من حرص غرفة تجارة وصناعة دبي على التواجد في الأسواق الناشئة من أجل افتتاح مكاتب تمثيلية لها في العواصم التي تشهد حراكاً اقتصادياً في مختلف المجالات، وكان آخر مكتب افتتحته في العاصمة الكينية نيروبي، والذي من المتوقع أن يتم من خلاله توطيد العلاقات التجارية بين البلدين لخلق آفاق جديدة أمام الشركات الإماراتية لتعزيز تواجدها في السوق الكيني الذي يضم قرابة 40 مليون شخص.

تسهيلات
وبالحديث عن كينيا فإن الفرص الاستثمارية أصبحت أكثر سهولة خصوصاً بعد التفاهمات التي حدثت أخيراً بين وفد الغرفة والحكومة الكينية التي وعدت بتقديم مزيد من التشجيع للمستثمرين لتبني مشاريع واعدة في مختلف المجالات، وما يميز السوق الكيني انفتاحه على عواصم بلدان القارة السمراء، حيث يعد بوابة الدخول إلى أفريقيا، وذلك بحسب سفير الدولة لدى كينيا عبد الرزاق محمد هادي الذي قال: إن الإمارات بصدد الانتهاء من اتفاقية الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار بين الإمارات وكينيا، مشيراً إلى أن مجالات التعاون بين البلدين وصلت مراحل متقدمة، وهناك 100 ألف عامل مدرب وماهر سوف يتم استقطابهم للعمل في الدولة خلال العام المقبل، حيث يخضعون في الوقت الحالي لبرامج تدريبية لكي يتم تأهيلهم للتوجه إلى الإمارات، كما تدرس الحكومة الكينية في الوقت ذاته إنشاء ميناء داخلي في بحيرة فكتوريا ليربط بين كينيا وروندا، وفي حال افتتاح المشروع فإنه سوف يحدث نقلة نوعية في القارة السمراء.
ومن جانبه قال ماجد الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة وتجارة صناعة دبي إن أفريقيا تعتبر من القارات التي اهتمت بها الدولة منذ سنوات، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وجه غرفة تجارة وصناعة دبي للاهتمام بدول أفريقيا واستثمار الفرص الموجودة فيها.

عمليات استكشاف
وأوضح أن الغرفة تقوم بعمليات استكشاف، ومن أبرز ما قامت به إعداد دراسات عن هذه الدول، وعملت مع الكثير من المؤسسات التي تعنى بالأبحاث، لافتاً إلى أن تبادل المعلومات ومعرفة قوانين وأنظمة الدول أمر ضروري تحرص الغرفة عليه، خصوصاً في ما يتعلق بالأنظمة الضريبية وملكية الشركات والرخص التجارية والملكية الفردية وتأسيس الشركات.
وأكد الغرير أن النمو في التجارة مع أفريقيا اليوم تجاوز 10%، وهي نسبة جيدة ولكنها غير مرضية، فالغرفة تسعى إلى رفع نسبة التبادل التجاري، منوهاً إلى أن هناك تبادلاً تجارياً نحرص على رفع نسبته كالقهوة الأثيوبية التي تستورد منها الدولة 5000 طن سنوياً، مقابل 35 ألف طن للسعودية، وبذلك تحل الدولة في المرتبة 25 لتصدير القهوة من أثيوبيا.

استراتيجية
وفي السياق ذاته قال حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي إنه استمراراً لاستراتيجية التقارب مع أفريقيا شهد التبادل التجاري تطوراً في مجالات عدة، ولكن على الرغم من ذلك ما زالت هناك حاجة لمزيد من الاستثمارات والمشوار طويل أمام هذه الدول لجذب المستثمرين، وفي الوقت نفسه الفرص كبيرة أمام شراكتنا الاستثمارية، مشيراً إلى أن التسهيلات التي تقدمها الدول الأفريقية مختلفة وعلى سبيل المثال السوق الكيني يختلف عن السوق الأثيوبي، فالأولى لديها انفتاح أكثر وفرص مختلفة، أما الثانية فالسوق لديها مغلق بالرغم من وجود فرص كبيرة أيضاً خصوصاً في مجال التصنيع.
وأوضح بوعميم أن الغرفة تدرس موضوع إنشاء منطقة للشركات الإماراتية في أثيوبيا، وتكون عبارة عن منطقة في بنية تحتية مناسبة، خصوصاً إذا تمكنت من الحصول على مساحة قريبة من المنطقة التي تقع على طريق القطار الذي تم إنشاؤه، أخيراً وهذا تلقت فيه غرفة تجارة وصناعة دبي وعوداً من جهات حكومية، مشيراً إلى أن الشركات الإماراتية لها تواجد بصورة ملحوظة خلال السنوات الماضية.

زيارة
أما رجل الأعمال عيسى السركال فأكد أن هذه الزيارة تفتح الأبواب للمستثمرين والتجار من الإمارات لبلدان أفريقيا، وهناك مجالات كبيرة للاستثمار خصوصاً في مجال الزراعة والصناعة والتجارة والعقار، مشيراً إلى أن الدول الأفريقية أيضاً بدأت تفتح أبوابها للمستثمرين من الإمارات، وقد لمسنا العديد من التسهيلات في كينيا وفي أثيوبيا، ونحن نتطلع إلى دراسة الفرص المتاحة لدخولنا إلى الأسواق الأفريقية.

إيجابيات
من جانبه قال محمد الرقباني المدير العام لشركة دبي للاستثمار الصناعي إن الزيارة كانت لها إيجابيات كثيرة منها استكشاف فرص جديدة في هذه البلدان، مشيراً إلى أن هناك تركيزاً كبيراً من إمارة دبي لإيجاد فرص بين هذه الدول والإمارات بشكل عام، والمؤسسة تعمل في مجالات عدة تخدم السوق الأفريقي بشكل كبير.
وأوضح الرقباني أن هناك نمواً ملحوظاً في هذه الأسواق، وشركة دبي للاستثمار الصناعي كان لها تجارب ناجحة في السوق الأثيوبي، لافتاً إلى أنه يتطلع إلى تسهيلات أكبر خصوصاً في ما يتعلق بمجال البنوك.

استشراف الأسواق
أجمع عدد من رجال الأعمال على أهمية الاستثمار في السوقين الكيني والأثيوبي، حيث قال علي الفردان نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الفردان إن زياراتنا لهذه الدول برفقة غرفة دبي تساعدنا على استشراف هذه الأسواق بشكل أفضل، من خلال ترتيب الغرفة لهذه الزيارات، مشيراً إلى أن مجموعة الفردان حريصة على زيادة غرفها الفندقية في مختلف دول العالم خصوصاً القارة السمراء لتصل غرف المجموعة إلى 10 آلاف غرفة بحلول 2022.