أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يوم الاثنين الماضي، تقديم بلاده ما يقرب من 138 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية لدعم شعب جنوب السودان الذي يعاني من الصراعات على مدى نحو ثلاث سنوات.وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أن إعلان كيري جاء عقب اجتماعه مع عدد من وزراء الخارجية الأفارقة في العاصمة الكينية نيروبي.
وذكر البيان أن المساعدات الجديدة التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو آس أيد) تشمل مواد غذائية وخدمات صحية عاجلة ومياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى إمدادات لدعم الصحة العامة ومعالجة الكوليرا.
ودعا البيان كافة الأطراف المتصارعة في جنوب السودان لوقف الهجمات ضد المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين ووقف انتهاك المبادئ الإنسانية، مشيرا إلى ضرورة تذليل العقبات التي تواجه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتوصيل المساعدات الإنسانية.
وأكدت الخارجية الأمريكية أنها ستواصل مساندتها لشعب جنوب السودان، موضحة أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر دولة مانحة حيث قدمت مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 7ر1 مليار دولار منذ اندلاع الصراع في جنوب السودان في ديسمبر ٢٠١٣.
وحثت الخارجية الأمريكية القادة في جنوب السودان على إعلاء احتياجات المواطنين من خلال حمايتهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إليهم.
وحذر البيان من أن المساعدات الإنسانية مهما زاد حجمها لن تضع حدًا لأعمال العنف أو تحقق حلولا دائمة لأزمات من صنع البشر.
أمريكا تؤيد نشر قوة حماية إضافية بجنوب السودان
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الاثنين الماضي إلى نشر قوة إضافية قوامها أربعة آلاف جندي لتعزيز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان.
وقال كيري بعد لقائه وزراء خارجية خمس دول بالمنطقة في العاصمة الكينية نيروبي «لا جدال بتاتاً في أننا بحاجة لقوة دفع من أجل نشر قوة حماية إقليمية أقرها مجلس الأمن في إطار بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هذا البلد».
وأوضح كيري أن القوة الجديدة سيكون هدفها تحسين الوضع الأمني في العاصمة جوبا والسماح بتطبيق اتفاق السلام المبرم قبل عام.
وأردف قائلا «هذه ليست قوة تدخل، بل هي قوة حماية بهدف واضح جدا هو حماية السكان وضمان إمكانية الدخول إلى المنطقة وحرية الحركة، لتصبح المنطقة خالية من الكمائن أو الهجمات من أي نوع».
من جانبها، طالبت وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد بالإسراع في نشر تلك القوات، وتساءلت «متى يجب نشرها؟» قبل أن تجيب هي نفسها بالقول «عاجلاً وليس آجلاً». وقالت الوزيرة إن «النشر التدريجي» سيسمح للقوات بالوصول إلى جوبا بشكل أسرع.
وأضافت أن «أي عدد من الجنود يتوجهون إلى هناك باسم قوة حماية سيلقون ترحيبا وسيمهدون الطريق أمام كل شيء آخر».
وعقب تجدد القتال في مدينة جوبا الشهر الماضي، عرضت كينيا الإسهام بجنود في القوة الجديدة التي وافق عليها مجلس الأمن في 12 أغسطس الجاري، لتنضم إلى القوات الإثيوبية والرواندية.
وستنضم القوة المؤلفة من أربعة آلاف عسكري إلى 12 ألفاً آخرين تم نشرهم في إطار بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.