قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم الاثنين الماضي، إنها شنت ضربات جوية في الصومال استهدفت معسكر تدريب تديره حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 150 مقاتلاً.
وأضافت الوزارة، أن الضربات نفذت باستخدام طائرات بدون طيار وأخرى يقودها طيارون واستهدفت معسكر تدريب «راسو» الذي تديره الشباب على بعد نحو 120 ميلاً شمالي العاصمة مقديشو.وقال مسؤولون، إن الجيش الأمريكي راقب المعسكر لأسابيع قبل شن الغارة وجمع معلومات بينها ما يتعلق بتهديد وشيك يشكله المتدربون في المعسكر على القوات الأمريكية وقوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقي.ووصفت وزيرة سلاح الجو الأمريكي ديبورا لي جيمس الهجوم بأنه «دفاعي» في طبيعته. وقالت للصحفيين: «كانت هناك معلومات مخابرات.. أن هؤلاء المقاتلين سيقومون قريباً بعمليات تؤثر مباشرة على الولايات المتحدة وشركائنا».
وقال مسؤلان أمريكيان طلبا عدم نشر اسميهما، إن الأهداف كانت قوات أمريكية فضلاً عن مقاتلين من الإتحاد الإفريقي في الصومال، لكنهما امتنعا عن تقديم تفاصيل إضافية.وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون، إن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن التهديد كان «وشيكاً» وأن المقاتلين كانوا يستعدون للخروج من المعسكر قريباً. وأكدت حركة الشباب الصومالية، أمس الأول الثلاثاء، أن الولايات المتحدة قصفت منطقة تسيطر عليها، لكنها قالت إن عدد القتلى الذي أعلن الجانب الأمريكي أنه سقط في الهجوم مبالغ فيه. من جهته، قال وزير الخارجية الصومالي عبد السلام عمر، إن المخابرات الصومالية قدمت معلومات عن المعسكر للولايات المتحدة قبل الهجوم. وأضاف الوزير: «كان ضرورياً أن تتوفر معلومات على الأرض ليتيسر حدوث هذا. مخابراتنا قدمت المساعدة». وطردت قوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقي الحركة المرتبطة بالقاعدة من مقديشو في 2011، لكن الحركة ظلت خصماً قوياً في الصومال، حيث شنت هجمات متكررة على قوات الأمن وأهداف حكومية فضلاً عن الفنادق والمطاعم في العاصمة.وشنت الحركة أيضاً هجمات مميتة في كينيا وأوغندا ويسهم البلدان بقوات ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقي في الصومال.وقال وزير الخارجية الصومالي، إن الغارة الأمريكية ضربة كبرى لحركة الشباب. وأضاف: «بدلاً من أن تهاجم حركة الشباب المدنيين.. كانت هدفاً عسكرياً تم ضربه وحققت العملية نسبة عالية من النجاح».
وقال ديفيس، إن من المعتقد، أن عدد المتدربين في معسكر راسو وصل إلى 200 مقاتل في وقت الغارة وأبدى ثقته في عدم سقوط أي ضحايا مدنيين.
وأضاف «القضاء عليهم سيضعف قدرة حركة الشباب على تحقيق أهدافها في الصومال ومن بينها تجنيد عناصر جديدة وإقامة قواعد والتخطيط لهجمات على الولايات المتحدة وقوات الإتحاد الإفريقي هناك».
ونفى ديفيس مشاركة أي قوات أمريكية على الأرض في الهجوم وهو الأكبر في الذاكرة الحديثة ضد الحركة المتشددة من حيث عدد الذين يعتقد أنهم قتلوا.
مصادرة شحنة أسلحة متجهة إلى الصومال
في سياق آخر، أعلنت قوات البحرية الأسترالية، الاثنين الماضي، أنها صادرت نحو ألفي بندقية ومنصات إطلاق قذائف ورشاشات ثقيلة، في إطار الحملة الدولية قبالة السواحل الصومالية. وقالت البحرية إنها «داهمت قارب صيد كان متوجها إلى الساحل الصومالي على بعد نحو 313 كلم قبالة سلطنة عمان، وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة التي كانت مخبأة داخل شباك الصيد». وقال ديفيد جونستون، نائب الأميرال الأسترالي إن «الأسلحة صودرت بناء على العقوبات الدولية التي تسمح بمصادرة الأسلحة السرية المتوجهة إلى الصومال في أعالي البحار». وكشفت البحرية عن مصادرة 1989 بندقية «إي كي-47»، و100 منصة إطلاق قذائف، و49 رشاشا، و20 مدفع هاون.
ولم تكشف البحرية الجهة التي طلبت الأسلحة التي يظن أنها كانت في طريقها إلى الصومال، حيث يدور نزاع بين حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، والجيش الصومالي.