قصفت الطائرة الحربية الكينية ثلاثة معاقل لحركة الشباب الصومالية جنوبي إقليم جوبا الأوسط.
وذكر راديو(شبيلي) الصومالي، يوم أمس الأول السبت، أن بعض الصواريخ سقطت على أراضٍ زراعية في المنطقة.
ومنذ عام 2011، فقدت حركة الشباب معاقلها الرئيسية من بينها العاصمة مقديشو وكيسمايو وميركا لصالح قوات بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) وقوات الجيش الوطني الصومالي، لكن مسلحي الحركة شنوا منذ ذلك الوقت هجمات انتحارية من بينها تفجيرات بسيارات مفخخة في قلب العاصمة.
وفي يناير نفذ الشباب عملية واسعة استهدفت قاعدة القوة الكينية في جنوب الصومال.
محللون: حركة الشباب تملك مقومات الاستمرار لسنوات طويلة
في سياق آخر، أظهرت الهجمات المكثفة التي قامت بها حركة الشباب الإسلامية، منذ بدء هذه السنة في الصومال، أن الحركة المتطرفة تحتفظ بقدرة كبيرة على الأذى وتنفيذ الاعتداءات، ما يعني ان البلاد قد تحتاج لسنوات طويلة قبل أن تنعم باستقرار تام.
بعدما طردت من مقديشو في أغسطس 2011، شهدت الحركة تراجعا وخسرت الجزء الأبرز من معاقلها، إلا أنها لا تزال تسيطر على مناطق ريفية.
وكانت العاصمة الصومالية بدأت تنعم بهدوء نسبي وتخرج من الفوضى، على الرغم من أن المتمردين في حركة الشباب التابعين لتنظيم القاعدة واصلوا هجماتهم الانتحارية على نحو متقطع.
في الأشهر الأخيرة، اظهر الشباب مرونة وقدرتهم على التأقلم، مستغلين ضعف الحكومة المركزية الصومالية.
وقال سيدريك بارنز من مجموعة الأزمات الدولية (إنترناشونال كرايزيس غروب): «لا يمكن القول ببساطة إن الشباب محبطون أو أنهم باتوا في موقع دفاعي، فهم أعادوا تنظيم صفوفهم وتدريباتهم، وجندوا عناصر، وشدوا عزيمتهم مجددا».
في يناير، هاجم الشباب مخيما للقوة الكينية التابعة لقوة الأمم المتحدة (اميصوم) في منطقة عيل عدي في جنوب الصومال. وتبنوا قتل اكثر من 100 جندي كيني، الأمر الذي لا يمكن التحقق منه، ولو أن مصادر أمنية في نيروبي اعتبرتها قابلة للتصديق.
وقتلت حركة الشباب الأسبوع الماضي 14 شخصا على الأقل بتفجير سيارتين مفخختين أمام فندق وحديقة عامة في مقديشو. وكانت إحدى القنبلتين تزن 200 كلغ، وكانت المرة الثانية التي يستخدم فيها الشباب متفجرة بهذه القوة.
وبعد اقل من 48 ساعة، انفجرت سيارة مفخخة أمام مطعم شعبي في بيداوة (جنوب غرب)، قبل أن يفجر انتحاري نفسه، ما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا.
ولم تكن عملية عيل عدي الأولى من نوعها. فقد هاجم «الشباب» في أواخر يونيو قاعدة بوروندية في ليغو، ومخيما أوغنديا في جنالي في جنوب الصومال.
وقال مات برايدن من مركز (سهن) للأبحاث: «ان الشباب استخلصوا النتائج من العملية التي شنوها في ليغو، وباتت هجماتهم ضد وحدات اميسوم المعزولة عملية عادية».
وقال الأستاذ الجامعي النرويجي ستيغ جارل هانسن مؤلف كتاب مرجع عن الشباب: «الشباب قادرون على الاستمرار 30 عاما» من خلال الدعم الذي يحصلون عليه من مجتمعات محلية.وقال برايدن: «نظرا الى ان اميصوم ليست في موقع الهجوم، فلدى الشباب كل الوقت للتفكير والتخطيط والاستعداد».
ومن خلال شنهم هجمات وحشية ضد المدنيين، يقوض الشباب ثقة الصوماليين في حكومتهم.وبالنسبة الى بارنز الرسالة واضحة «الشباب يقولون: ليس هناك وضع طبيعي ولا أمان، ولم تحصل عملية لإعادة احياء الصومال، فممن تسخرون؟».
والشباب قادرون ايضا على التسلل الى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، ويقصفون المقر الرئاسي في العاصمة، ووضعوا في أوائل شهر فبراير متفجرة داخل طائرة كانت تقلع من مقديشيو.ودوت المتفجرة بعد وقت قليل على إقلاع الطائرة، فأدت إلى مقتل الشخص الذي يشتبه في انه وضعها، فيما هبطت الطائرة من دون أن تلحق بها أضرارا. غير أن هذا الفشل اظهر أن حركة الشباب قادرة على خرق الخطوات الأمنية المشددة.
ويشار الى ان من القرارات الاولى التي اتخذها احمد درعي بعد تسلمه قيادة الحركة في العام 2014، إعادة تأكيد دعمه تنظيم القاعدة. وأحبطت الحركة في الآونة الأخيرة محاولة انشقاق عدد من عناصرها جذبهم تنظيم داعش في مهدها.