قال موقع “ذا كونفرزيشن” الأمريكي إن انضمام جنوب السودان لمجموعة شرق إفريقيا خطوة نحو الأمام في التنمية الاقتصادية، حيث أعلن رؤساء المجموعة نهاية الأسبوع المنصرم الماضي في القمة الأخيرة أن جنوب السودان أصبحت عضوًا بها.وبدأت جوبا مفاوضات الانضمام إلى جماعة شرق إفريقيا خلال شهر نوفمبر 2014.
ولفت الموقع الأمريكي إلى أن عائدات النفط في جنوب السودان تمول أكثر من 90٪ من موازنة البلاد، مضيفًا أن الاعتماد على النفط فقط نهج محفوف بالمخاطر وغير مستديم للتنمية.
وأضاف الموقع أنه في جنوب السودان ومع اندلاع الحرب الأهلية عام 2013 تعطل إنتاج النفط، فضلًا عن انخفاض أسعاره العالمية من 100 دولار للبرميل عام 2013 إلى 35 دولارًا في الوقت الحالي؛ ما يعني أن جنوب السودان لم تعد قادرة على الاعتماد على هذا المصدر من العائدات، وبالتالي سيكون التكامل الإقليمي طريقًا هامًّا لتنويع اقتصادها.
وأوضح موقع “ذا كونفرزيشن” أن أبرز العوائق الرئيسية التي تواجه جنوب السودان في تحقيق نشاط تجاري واسع عبر النفط ارتفاع تكاليف النقل، لا سيما وأن جنوب السودان بلد غير ساحلي، وبنيتها التحتية فقيرة، بالإضافة إلى أن معظم شبكة الطرق غير ممهدة.
وبعد أن أصبحت جنوب السودان عضوًا في مجموعة شرق إفريقيا، يمكنها الاستفادة من مشاريع كبيرة في البنية التحتية الإقليمية التي تشمل موانئ يتم بناؤها في كينيا. كما أن التعاون الإقليمي أمر حيوي لتحسين الاتصال بجنوب السودان؛ ما سيؤدي لانخفاض تكاليف النقل، وبالتالي ضبط أسعار السلع الاستهلاكية في البلاد.
وحال توجه جنوب السودان نحو الزراعة الآلية، ستعزز فرص زيادة الإنتاج في البلاد والتصدير بالمنطقة. فعلى سبيل المثال نجد سهول الفيضانات الواسعة في المناطق الكبرى كبحر الغزال وأعالي النيل مناسبة لإنتاج الأرز.ويعتبر توقيت انضمام جنوب السودان لكتلة شرق إفريقيا مناسبًا للغاية، لا سيما وأنها لا تزال في مرحلة تطوير العديد من القوانين والسياسات واللوائح المحلية، ما يمكنها من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى داخل المجموعة.حيث إن انضمامها لمجموعة شرق إفريقيا يعزز مكانتها الإقليمية حال جلوسها على طاولة المفاوضات، خاصة بعد تمكنها من تطوير الإصلاحات الداخلية التي تستهدف خلق بيئة مستقرة للاقتصاد الكلي والتنافسي.