أعلن وزير خارجية السعودية، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في العاصمة الرياض، اتفاق قادة البلدين على ضرورة إنشاء «مجلس تعاون إستراتيجي» لتعزيز التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي.كما أكد تطابق موقف الجانبين تجاه الأزمة السورية، ودعم المعارضة المعتدلة وصولا لحل سياسي دون رئيس النظام بشار الأسد. جاء ذلك بعدما بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصر اليمامة العلاقات الثناية والتطورات الإقليمية والدولية.
وأوضح الوزير عادل الجبير أن اجتماع الملك سلمان والرئيس أردوغان نتج عنه «رغبتهما في تشكيل مجلس تعاون إستراتيجي رفيع المستوي بين البلدين». وأشار إلى أن مجلس التعاون الإستراتيجي يهدف لإيجاد نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وأنه سيكون مهتما بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطبية، والطاقة وغيرها.وبخصوص الوضع في سوريا، أكد الجبير تطابق مواقف الرياض وأنقرة من الأزمة السورية منذ البداية، وأشار إلى أن البلدين ودولا أخرى صديقة تفضل الحل السياسي بناء على مبادئ جنيف1 ومؤتمر فيينا2 واجتماعات نيويورك وقرار مجلس الأمن، بما يشير بوضوح إلى أنه لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية.ونفى الجبير وجود خلافات بين المعارضة السورية التي يدعمها الشعب، ولكن هناك خلافات مع المعارضة المدعومة من قبل النظام السوري، مؤكدا أن الرياض وأنقرة ملتزمتان بتوحيد صف المعارضة السورية المعتدلة. وفي هذا السياق، جدد الوزير التأكيد على أن «الشعب السوري لن يرضخ لطاغية دمشق» في إشارة إلى الأسد، محذرا من أن العمليات العسكرية ستستمر إذا فشل الحل السياسي.
واعتبر الوزير السعودي قتل قائد جيش الإسلام زهران علوش،الأسبوع الماضي، لا يخدم عملية السلام في سوريا.كما بحث الجانبان السعودي والتركي –وفق الجبير- أيضا أوضاع العراق واليمن وليبيا وعملية السلام وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة لمناقشة «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب» والتصدي «للإرهاب والتطرف» بالمنطقة «والتصدي للتدخلات الإيرانية السلبية في شؤون دول المنطقة».من جانبه، أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى العلاقات القوية مع الرياض والاتفاقيات المبرمة التي تشمل مجال الطاقة، وأثنى على الدور السعودي في جمع أطياف المعارضة السورية المعتدلة بالرياض، مجددا موقف تركيا الثابت من أن الأمن والاستقرار في سوريا لن يتحقق إلا برحيل الأسد.واعتبر مراسل الجزيرة بالرياض عمر خشرم أن إطلاق مجلس التعاون الإستراتيجي التركي السعودي باكورة جولة المفاوضات بين الجانبين، ويدل على رغبة البلدين في إدخال العلاقات مرحلة «التحالف الإستراتيجي» مشيرا إلى تطابق رؤية البلدين في عدة ملفات تشمل السوري والعراقي واليمني.وعقد ملك السعودية جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس التركي في قصر اليمامة بالرياض امس الاول الثلاثاء، تناولت التطورات الإقليمية والدولية.وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات الثنائية، وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وحضر جلسة المباحثات ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وتعد هذه هي المباحثات الثانية بين الزعيمين خلال شهرين، بعد مباحثات جمعت بينهما الشهر الماضي، حيث شارك الملك سلمان في قمة العشرين التي عقدت بمدينة أنطاليا التركية.كما تعد المرة الثالثة التي يزور فيها أردوغان المملكة هذا العام، حيث كانت الزيارة الأولى في يناير الماضي للمشاركة في تشييع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتلتها زيارة مطلع مارس الماضي.