وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فجر يوم أمس الأول الثلاثاء إلى مدينة عدن قادما من السعودية برفقة عدد من الوزراء. ويتزامن وصول هادي مع انطلاق معركة استعادة مدينة تعز من قبضة الحوثيين، حيث أكد رئيس المجلس العسكري في تعز أن الرئيس اليمني سيقود المعارك من غرفة عمليات عدن.وقال مصدر إعلامي إن الرئيس هادي وصل إلى قصر المعاشيق المحصن في عدن برفقة وزير الخارجية رياض ياسين وعدد آخر من الوزراء والمسؤولين، وسط إجراءات أمنية مكثفة وابتهاج من السكان الذين أطلقوا الرصاص في الهواء.
وأوضح المصدر أن عدة ملفات تنتظر هادي في عدن، على رأسها استعادة السيطرة على تعز، إضافة إلى الملف الأمني في عدن، والمناطق المحررة من الحوثيين والملف الاقتصادي، مشيرا إلى أن السكان يعقدون آمالا كبيرة على عودة هادي.
وذكر مصدر رئاسي رفيع لوكالة الأناضول أن هادي غادر الرياض على متن طائرة سعودية برفقة وزراء التخطيط والتعاون الدولي محمد الميتمي، والإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، والشؤون الاجتماعية والعمل سميرة عبيد، وعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية.
وتوقع المصدر أن «يمكث هادي في عدن حتى نهاية الشهر الجاري، على أن يتوجه بعدها لزيارة عدد من البلدان».
وكان خالد بحاح نائب الرئيس ورئيس الحكومة قد عاد إلى البلاد قبل يومين، حيث زار جزيرة سقطرى للاطلاع على ما خلفه إعصارا «شابالا» و»ميغ» من أضرار.وتأتي عودة الرئيس اليمني ونائبه في إطار عودة الحكومة بكامل أعضائها للبدء في ممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية، حيث قال بحاح إن من أولويات الحكومة ملف الإغاثة ومعالجة الجرحى وإعادة الإعمار ودمج رجال المقاومة الشعبية ضمن قوات الجيش الوطني وإعادة الأمن والاستقرار.
يذكر أن هادي عاد للمرة الأولى من الرياض إلى اليمن عبر بوابة عدن يوم 22 سبتمبر الماضي، وذلك بعد ستة شهور من مغادرته اليمن، حيث قضى في عدن عطلة عيد الأضحى.
من جانبه أكد رئيس المجلس العسكري في تعز العميد صادق سرحان أن هادي سيشارك في عملية استعادة مدينة تعز من الحوثيين بإشراف مباشر عبر غرفة عمليات عدن.
وأشار سرحان إلى استعداد المقاومة لفك الحصار وتحرير تعز من الحوثيين، داعيا إلى مساندة طيران التحالف بشكل أكبر لقوات المقاومة في استعادتها السيطرة على تعز بتركيز ضرباتها على مواقع مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الموالية لهم.
وبدأت المقاومة الشعبية الاثنين الماضي حملة عسكرية واسعة النطاق في تعز بدعم من قوات الجيش وإسناد من طيران التحالف العربي، في حين قصفت مليشيات الحوثي الأحياء السكنية في المدينة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وأفاد مصدر مطلع بأن المقاومة الشعبية سيطرت على مواقعَ إستراتيجية للحوثيين في المنطقة الغربية من تعز، في إطار عملياتها العسكرية الواسعة بإسناد جوي من قوات التحالف.
ومع تقدم المقاومة وقوات الحكومة الشرعية، اضطر الحوثيون للتراجع نحو الجهة الجنوبية من المدينة، حيث يوجد اللواء الثلاثون. ونقل المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع نحو 23 من الحوثيين وقوات صالح بينما أصيب آخرون في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.