قالت الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي إن أكثر من ثلاثين ألف شخص في جنوب السودان مهددون بالموت جوعا في المناطق التي دمرتها الحرب الأهلية. وقالت ثلاث وكالات تابعة للمنظمة الدولية، هي برنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن جنوب السودان يواجه «خطرا ملموسا» لحدوث مجاعة بحلول نهاية 2015، وإنه تم تصنيف ثلاثين ألف شخص يعيشون في ظروف مزرية ويعانون من كارثة في الأمن الغذائي.
وأضافت الوكالات في بيان مشترك لها أن جنوب السودان يمر بأسوأ مرحلة خلال 22 شهرا من النزاع، الذي شهد ارتكاب فظاعات واتهامات بارتكاب جرائم حرب وإعاقة لوصول المساعدات الإنسانية.
وتقع المناطق الأكثر تضررا من النزاع الذي عرقل وصول المساعدات، في ولاية الوحدة شمالي البلاد الغني بالنفط.
وعلى الرغم من اتفاق سلام أبرم في أواخر أغسطس الماضي، فإن الولاية ما زالت تشهد معارك عنيفة تتخللها أعمال خطف كثيرة واغتصاب نساء وأطفال، بحسب البيان المشترك.
وذكر البيان أن نحو 3.9 ملايين شخص معنيون بهذه الأزمة الغذائية، ويشكلون ثلث إجمالي سكان البلاد، مشيرا إلى أن العدد ارتفع بنسبة 80% مقارنة بالفترة ذاتها من 2014.
وحذرت الأمم المتحدة في تقرير لها من تدهور الأوضاع والوصول إلى مرحلة «المجاعة» إذا لم تقدم مساعدة إنسانية «فورية وعاجلة».
وفي حين تم تصنيف مناطق واسعة من ولايتي الوحدة وأعالي النيل في المرحلة الرابعة من الوضع الغذائي وهي مرحلة «الطوارئ»، فإن بعض مناطق ولاية الوحدة صنفت للمرة الأولى في المرحلة الخامسة وهي مرحلة «الكارثة/المجاعة».
ويشهد جنوب السودان منذ ديسمبر 2013 حربا بين الجيش النظامي الموالي للرئيس سلفاكير والمتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار.
وأدت الحرب الأهلية التي طبعتها المجازر والفظائع المروعة من الطرفين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو مليونيْ جنوب سوداني منذ بداية الحرب.