قال وزير الخارجية الصومالي يوم أمس الأول الثلاثاء إن بلاده تحتاج إلى المزيد من الدعم لجيشها الوطني واستثمارات جديدة لخلق الوظائف لمساعدتها في مكافحة حركة الشباب الإسلامية المتشددة.
وكانت حركة الشباب تسيطر في فترة من الفترات على جانب كبير من الصومال لكن قوة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية أرغمتها على التراجع إلى جيوب أصغر.لكنها أظهرت أنها مازالت تحتفظ بقوتها هذا الشهر باسترداد مدينة وقتل 12 جنديا أوغنديا في إحدى القواعد.
وقال مسؤولون إن جنود الجيش ومقاتلي حركة الشباب اشتبكوا جنوبي مقديشو يوم أمس الأول الثلاثاء وسقط تسعة من المتمردين وأحد الجنود قتلى.
وقال وزير الخارجية عبد السلام عمر لرويترز إن التأييد لحركة الشباب يتقلص لكنه قال إن المعركة ضد الجماعة التي تريد الإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب تتطلب نهجا متكاملا يتناول قضايا الأمن والاقتصاد.
وأضاف في مقابلة عبر الهاتف من بريطانيا حيث تعيش واحدة من أكبر الجاليات الصومالية في الخارج «نحن نحتاج لمزيد من التدريب ونحتاج لمزيد من السلاح ونحتاج لمزيد من الشاحنات لكننا نحتاج بنفس القدر من الأهمية للوظائف. نحتاج أن يأتي الناس ويستثمروا.»
وشهدت الصومال انتعاشا هشا منذ تولى الرئيس حسن شيخ محمود منصبه عام 2012 بعد أكثر من عقدين من الحرب والفوضى.
وارتفعت مبان جديدة في المواقع التي شهدت تفجيرات في مقديشو بتمويل من الصوماليين العائدين في كثير من الحالات.
لكن نسبة كبيرة من سكان الصومال البالغ عددهم 11 مليون نسمة تعيش حياة محفوفة بالمخاطر بعضها يعتمد على المساعدات وآخرون يعيشون في مناطق ريفية حيث مازال لحركة الشباب نفوذ قوي.
وقال عمر إنه يحكم على فترته في الولايات الخارجية من خلال معرفة ما إذا كان قد حقق الأهداف التي وضعها لنفسه فيما يتعلق بالاستثمار. وكان عمر يشغل من قبل منصب محافظ البنك المركزي لكنه ترك منصبه عام 2013 في أعقاب تقرير للأمم المتحدة اتهمه بالفساد. ونفى عمر هذا الاتهام بشدة. كما نفت الحكومة الاتهام.
* التزامات استثمارية
ويهدف الوزير لضمان تعهدات قدرها نحو 500 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري ومليار دولار في عام 2016 ويقول إن الصومال يتيح فرصا لصيد الأسماك في المحيط الهندي وتطوير حقول نفط وتنمية الزراعة.
وصدر الصومال عددا قياسيا من الإبل والماعز والماشية والخراف بلغ خمسة ملايين رأس إلى الخليج وأسواق عربية أخرى في العام الماضي ارتفاعا من 4.6 مليون رأس في 2014. وتمثل هذه التجارة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصومال وفق بيانات الأمم المتحدة.
وفي إطار السعي لجلب مستثمرين قال عمر إنه سيجري مباحثات في أبو ظبي عاصمة الإمارات في الخامس عشر من سبتمبر من أهدافها جذب شركة طيران دولية أخرى إلى مطار مقديشو.
والخطوط الجوية التركية هي الشركة العالمية الكبرى الوحيدة التي تسير رحلات من العاصمة الصومالية وإليها.
وقال الوزير إنه أجرى مباحثات مع شركات طيران في الخليج وأضاف «ما نتوقعه هو أن تأتي شركة طيران أخرى إلى الصومال تخدم الشرق الأوسط مباشرة والعالم الخارجي.»
ومع ذلك فسيواجه المستثمرون تحديات في مقديشو.
وقال صندوق النقد الدولي في أول مراجعة للأداء الاقتصادي خلال ربع قرن من الزمان إن الاقتصاد نما بنسبة 3.7 في المائة في العام الماضي. وقال عمر إن النمو في 2015 قد يصل إلى ستة في المائة.
وقال الوزير إن البرلمان يدرس قانونا جديدا للاستثمار من شأنه أن يغطي موضوعات مثل الحماية القانونية وعقود الأراضي للمستثمرين.
وأضاف «المسألة في الواقع هي أننا نحتاج للوقوف على أقدامنا. نحتاج لإطعام أولادنا. نحتاج لسداد مرتبات جنودنا. ولكي نحقق هذا نحتاج للاستثمار في الصومال.»
الدبلوماسية الأمريكية بالصومال تبدأ أعمالها من نيروبي
في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن بدء أعمال بعثتها الدبلوماسية إلى الصومال وذلك في إطار إعادة التواجد الدبلوماسي الأمريكي في الصومال.
وذكر بيان صدر عن الخارجية الأمريكية أن هذه الخطوة تعكس استمرار الجهود الأمريكية لتطبيع العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصومال وذلك منذ الاعتراف بالحكومة الصومالية الاتحادية في يناير 2013.
وأشار البيان إلى أن البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى الصومال تتخذ حاليا من العاصمة الكينية نيروبي مقرا لها حيث سيرأسها القائم بأعمال السفارة حتى أن يرشح الرئيس الأمريكي السفير القادم إلى الصومال.
وأضاف البيان أن المسئولين الأمريكيين سيواصلون زياراتهم إلى الصومال كلما سمحت الظروف الأمنية هناك.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن خلال زيارته للصومال في شهر مايو الماضي البدء في عملية رفع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في الصومال.
ويعد كيري أول وزير خارجية أمريكي يزور الصومال منذ التسعينيات من القرن الماضي.