دخل وقف إطلاق النار المنصوص عليه باتفاق السلام المبرم بين حكومة جنوب السودان والمتمردين رسمياً حيز التنفيذ عند منتصف الليلة قبل الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين بالاستمرار في القتال. وتبادل جيش جنوب السودان والمتمردون الاتهامات بافتعال معارك جديدة في شمال شرق البلاد.وأكد مصدر إعلامي أن معارك دارت بين طرفي الصراع في ولايتي أعالي النيل والوحدة في شمال البلاد، وأشار إلى أنه لا يمكن تحديد الجهة التي بدأت بالقتال.
وكان قد أُبرم اتفاق سلام لإنهاء 20 شهراً من حرب أهلية مروعة يوم 17 أغسطس الجاري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا من قبل زعيم المتمردين رياك مشار ثم الأربعاء من قبل رئيس جنوب السودان سلفاكير، ونص الاتفاق على سريان «وقف دائم لإطلاق النار» بعد 72 ساعة من التوقيع عليه.
كما يقضي الاتفاق بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس بعد إقصائهم منه في يوليو 2013، بالإضافة إلى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة لـجرائم الحرب بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.وجاء توقيع الطرفين على الاتفاق بعد أن مارست الأسرة الدولية ضغوطاً شديدة على كل من سلفاكير ومشار وهددتهما بعقوبات. وأول أمس الجمعة دعا مجلس الأمن الدولي إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار» في جنوب السودان، ولوّح بفرض عقوبات على الذين لن يحترموا الاتفاق.
وفي وقت سابق من أمس الأول السبت، تبادل جيش جنوب السودان والمتمردون الاتهامات بافتعال معارك جديدة في شمال شرق البلاد.
وأبلغ المتحدث باسم جيش جنوب السودان الكولونيل فيليب أقوير مؤتمراً صحفياً أن «متمردي رياك مشار هاجموا ملكال (عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية) الجمعة»، مضيفاً أن المتمردين استخدموا قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة مما أدى إلى جرح جندي حكومي واحد.
وأضاف أقوير أن «الاعتداء على ملكال استمر صباح السبت»، مشدداً على أن للجيش الحق في الرد على الهجوم دفاعاً عن النفس.
غير أن المتحدث باسم المتمردين جيمس قاديت داك نفى أن تكون قواته هي البادئة بإطلاق النار، قائلاً إن الحديث عن ذلك «غير صحيح، فقواتهم هي التي هاجمتنا قرب ملكال».
وتابع «كانوا يريدون الاستيلاء على المنطقة قبل سريان وقف إطلاق النار».
من جهته، قال هايلمايكل غبريسيلاسي المتحدث باسم الهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد)، إنه لا يعلم شيئاً عن أي حوادث حصلت.