سيطر مقاتلو المقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي يوم أمس الأول الثلاثاء على مطار عدن وأجزاء واسعة من منطقة خور مكسر في المدينة الواقعة جنوب اليمن في عملية عسكرية يدعمها التحالف العربي.وأعلنت المقاومة الشعبية في عدن أنها بدأت عملية تمشيط للمدينة، وأن عشرات من عناصر مليشياالحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح طلبوا العفو مقابل خروج آمن لهم من محافظة عدن.
وأشارت المقاومة إلى أنها قتلت أربعين من الحوثيين وقوات صالح في المعارك التي دارت في منطقة رأس عمران بعدن .
وقال اللواء فضل حسن إن مقاتلي المقاومة تمكنوا من إحراز تقدم نوعي بعد يوم واحد من سيطرتهم على منطقة رأس عمران (غربي عدن)، حيث تمكنوا من تطهير مفرق الوهط المؤدي إلى محافظة لحج وميناء المخا.
وشاركت بوارج تابعة للتحالف العربي في المعارك التي قال مسؤول في الرئاسة اليمنية إنها تأتي في إطار حملة عسكرية جديدة لاستعادة السيطرة على كامل مدينة عدن.
وقال محمد مارم مدير مكتب هادي إن الرئيس اليمني «يشرف بنفسه على العملية» التي أُطلق عليها اسم «السهم الذهبي لتحرير عدن».
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن مقاتلي المقاومة تمكنوا من إخراج الحوثيين وقوات صالح من مناطق جزيرة العمال وساحة العروض ومعسكر بدر وحي القنصليات ومبنى كلية التربية، وكلها مواقع داخل حي خور مكسر الرئيسي (وسط عدن).
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي المقاومة الشعبية يقومون بعمليات تمشيط واسعة النطاق، وهم مزودون بعربات عسكرية ومصفحات حصلوا عليها من التحالف العربي الذي تقوده السعودية بهدف استعادة السيطرة على عدن من الحوثيين.
ويُعد هذا التطور في الأحداث أكبر تقدم يحققه مسلحو المقاومة الشعبية منذ أن دخل الحوثيون مدينة عدن في نهاية مارس الماضي.
وأوضحت مصادر عسكرية وسياسية أن العملية العسكرية انطلقت في الخامسة فجراً بالتوقيت المحلي بإسناد جوي وبحري مباشر من قوات التحالف العربي.
واستغرقت العملية أكثر من خمس ساعات شن خلالها طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح في منطقة العريش والممدارة ومطار عدن وجزيرة العمال وجبل حديد.
وأفادت مصادر عسكرية في المقاومة الشعبية بأن قائد الحوثيين في خور مكسر ناصر علي السالمي المكنى بأبي عارف قُتل في هذه المواجهات، كما قتل العشرات من الحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري السابق الموالين لصالح.
وفي الأثناء، استمرت ألسنة اللهب بالتصاعد من أنابيب النفط داخل مصفاة عدن الحكومية (غرب المدينة) بسبب تعرضها للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الحوثيين وقوات صالح.
وقال مسؤول الإعلام في المصافي ناصر شايف إن «القصف على المصفاة أصاب أنابيب التوزيع وباحة المصافي ومركبات تابعة للشركة ومنزل أسرة بجوار المصفاة، ونتج عنه مقتل امرأة حامل وجرح بقية أفراد الأسرة، بينهم أطفال».
وفي غضون ذلك، شن طيران التحالف غارات مكثفة على قاعدة العند الجوية ومعسكر لبوزة ومواقع للحوثيين في محافظة لحج الجنوبية المجاورة.
كما ذكرت مصادر من الحوثيين أن طيران التحالف استهدف صباح أمس الأول الثلاثاء أيضا كلية الطيران والدفاع الجوي غرب العاصمة صنعاء ومعسكري النهدين والحفاء جنوب وشرق المدينة، وهما معسكران تابعان للقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح.