رحب مجلس الأمن الدولي بمبادرة إرساء هدنة إنسانية في اليمن، وطالب أطراف النزاع باحترام هذه الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مساء أمس الأول الثلاثاء.وقال المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15 إنه «يبدي قلقه العميق إزاء العواقب الإنسانية الخطيرة لاستمرار العنف في اليمن»، وطالب أطراف النزاع بـ»وقف عملياتها العسكرية بصورة شفافة وموثوق بها» طيلة فترة سريان الهدنة.
كما طالب البيان كل الأطراف بـ»السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة وتسهيل وصول فرق الإغاثة الإنسانية بشكل سريع وآمن وخال من العوائق، كي تتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها».
ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، و»أخذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار اللاحقة بالمدنيين».
وأعرب المجلس أيضا عن «دعمه الكامل» لمبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي وصل أمس الأول الثلاثاء إلى صنعاء في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام التي رعتها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع في البلاد، وحث كل هذه الأطراف على المشاركة «بدون شروط مسبقة وبحسن نية» في هذه المفاوضات.
ودعا البيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «تكثيف مساعيه الحميدة والدعوة لمؤتمر سلام يتوصل خلاله الفرقاء اليمنيون إلى حل سياسي».
ونسبت وسائل الإعلام إلى دبلوماسيين توقعات بأن يعقد هذا المؤتمر في جنيف بعد المؤتمر الذي دعا لعقده مجلس التعاون الخليجي في الرياض في 17 مايو الجاري.
وأعلن التحالف العربي - الذي يشن منذ أسابيع بقيادة المملكة العربية السعودية غارات جوية ضد مليشيا الحوثيين في اليمن- بدء سريان هدنة إنسانية ابتداء من 11 من مساء أمس الأول الثلاثاء بتوقيت مكة المكرمة (الثامنة مساء بتوقيت غرينتش) لمدة خمسة أيام قابلة للتجديد. ومع بدء سريانها, قصف الحوثيون مناطق سكنية ومواقع للمقاومة في تعز والضالع جنوبي البلاد, وفي مأرب شرقيها.
وقال مراسلون صحفيون إن قوات الحوثيين وصالح دفعت بتعزيزات من منطقة الحوبان شرقي تعز, وقصفت أحياء بالمدينة, في خرق للهدنة الإنسانية التي يفترض أن تستمر خمسة أيام للسماح بتقديم المساعدات لليمنيين.
وكان عشرة أشخاص بينهم امرأتان قتلوا وأصيب ستون أمس الأول الثلاثاء في قصف مدفعي من قبل الحوثيين على مناطق سكنية بتعز, بينما أفادت الأنباء بسقوط نحو 12 قتيلا وجريحا من الحوثيين في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في حوض الأشرف بالمدينة.
وقبل الهدنة -التي جاءت بعد ستة أسابيع تقريبا من انطلاق عملية عاصفة الحزم- سيطرت المقاومة على وادي المعسل جنوبي غربي المدينة، وقطعت الإمداد عن الحوثيين.
وقالت مصادر الإعلامية إن المقاومة الشعبية تصدت مساء الثلاثاء لمحاولات من قبل الحوثيين وقوات صالح لاقتحام مدينة الضالع وسط قصف أسفر عن سقوط قتيل واحد.
وفي مأرب شرق العاصمة صنعاء, أفادت الأنباء بأن الحوثيين وقوات صالح استهدفوا بالقذائف مواقع للمقاومة الشعبية, في حين ذكر مصدر صحفي أن اشتباكات اندلعت إثر بدء الهدنة في منطقة صرواح غربي مأرب وفي منطقة أخرى شماليها.
وكانت طائرات التحالف قد قصفت قبيل سريان الهدنة منتجع بن لادن السياحي الذي حوله الحوثيون إلى معسكر خاص بهم, وإدارة الأمن في محافظة إب (وسط) وفقا لسكان.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد ركن أحمد عسيري إن الحوثيين قصفوا قبيل سريان الهدنة مواقع في منطقة جازان السعودية الحدودية، وحذر - في بيان- من أن التحالف سيرد على أي خرق للهدنة من قبل مسلحي الحوثي.ومع سريان الهدنة مساء أمس الأول حاول الحوثيون وحلفاؤهم التقدم في أحد محاور القتال بمدينة عدن جنوبي البلاد باتجاه مصفاة البريقة النفطية غربي المدينة.