من الجثث المتكدسة إلى الدماء التي تسيل في الممرات، يروي المسعفون والناجون من مجزرة جامعة بلدة غاريسا التي قتل فيها 148 شخصا حالة الرعب ووحشية المهاجمين في حركة الشباب الصومالية التي كررت تهديد كينيا «بحمام دم جديد».فقبل ان يقتلوا ضحاياهم بدم بارد، اخذ المقاتلون في حركة الشباب الإسلامية الذين أيقظوا الطلاب بالسلاح الخميس وفصلوا المسلمين عن غير المسلمين تبعا لملابسهم، يتهكمون، كما قال سالياس أوموزا (20 سنة) احد الناجين من هذه المجزرة.
وأضاف «وقد بدا في حالة صدمة في معسكر للجيش قريب من الجامعة تم نقله إليه كان المهاجمون يهتفون باللغة السواحلية... نحن لا نهاب الموت ستكون عطلة فصح جيدة لنا».
ويروي الشاب انه نجح في الفرار بعدما رأى اثنين من أصدقائه يقتلون. وكان المهاجمون المرتبطون بتنظيم القاعدة ملثمين ويرتدون بزات عسكرية.
وقال الممرض ريوبين نياورا الذي يعمل لدى منظمة «انترناشيونال ريسكيو كوميتي» للإغاثة بأسف «شهدت الكثير من الحوادث لكن لا شيء يشبه هذا».
وأضاف «كانت هناك جثث في كل مكان، أشخاص اعدموا بعد وقوفهم صفا واحدا، رأينا أشخاصا فجرت رؤوسهم وأجسادهم مثقوبة بالرصاص وكل هذا وسط حالة من الفوضى المرعبة».
يعمل هذا المسعف عادة في مخيم للاجئين الصوماليين في ددب شرق كينيا أيضا بالقرب من الحدود الصومالية وعلى بعد تسعين كيلومترا عن غاريسا. وكان من أوائل الواصلين الى حرم الجامعة ليقدم العلاج للناجين والعسكريين الذين جرحوا في المواجهات مع المهاجمين.
وقال هذا الكيني البالغ من العمر 32 عاما «قدمنا الإسعافات الأولية خلال المعارك. كنا نشاهدهم يطلقون النار على الجنود وكذلك على الضحايا المحتجزين رهائن». وأضاف «ثم ذهبنا الى الممرات وما رأيناه كان مروعا بما يفوق التصور والوصف ومع ذلك رأيناه»، لافتاً الى انه «في البدء بدا انهم قتلوا الجميع لكن مع سماع حديثنا خرج طلاب كانوا مختبئين منذ ساعات، بعضهم في خزائن وبعضهم في الأسقف وآخرون تمددوا بين الموتى تغطيهم الدماء».
وقال المسعف نفسه انه رأى ثلاث نساء ممددات على الأرض تغطيهن الدماء من رؤوسهن إلى أسفل أقدامهن، يخرجن سالمات من بين الجثث.
وأضاف أن «النساء روين أن المهاجمين كانوا يهتفون بالسواحلي وهم يطلقون النار على الرجال «جئنا لنقتل أو لنموت» ثم قالوا للنساء «أسبحن بالدم»» كما لو أنهم يسحرون منهن قبل أن يرحلوا متجاهلين ما حدث.
وكان أمونا جوفريز وهو طالب ناج آخر، يصلي مع مسيحيين آخرين عندما بدأ إطلاق النار. وجرى للاختباء في حرش وسمع تهديدات مخيفة يطلقها المهاجمون.
وكان هؤلاء يجبرون الطلاب على الاتصال بذويهم ليطلبوا منهم المطالبة بانسحاب القوات الكينية من الصومال حيث تشارك كينيا منذ نهاية 2011 في محاربة حركة الشباب في الجنوب الصومالي.
وقال الشاب إن «القتلة كانوا يأمرون الناس بالاتصال باهاليهم ليقولوا لهم: سنموت لأن أوهورو كينياتا الرئيس الكيني مصر على البقاء في الصومال». وأضاف «بعد اتصالهم بذويهم كان الطلاب يقتلون ثم يسود صمت».
وهددت حركة الشباب الإسلامية الصومالية كينيا بـ»حرب طويلة مرعبة» و»حمام دم جديد». وقالت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بيان «لا تدعوا حكومتكم تنتهج سياساتها القمعية بدون احتجاج، فانتم تدعمون سياساتها من خلال انتخابكم لها. ستدفعون الثمن بدمائكم».