فرضت تنزانيا حظرا على السحرة الذين يعملون بالطب في محاولة لوقف موجة متصاعدة من الهجمات وجرائم القتل ضد الأشخاص المهق الذين تستخدم أعضاؤهم في أعمال السحر بعد خطف طفلة مصابة بالمهق تبلغ من العمر أربع سنوات من منزلها على يد جماعة مسلحة.والمهق داء سببه عدم إفراز الجسم لمادة الميلانين المسؤولة عن اللون الخاص بجسم الإنسان.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 70 شخصا أمهق قتلوا في الدولة الواقعة بشرق افريقيا في العقد الماضي بسبب السحر الأسود ومزق كثير منهم إربا حتى الموت ونزعت أجزاء من أجسادهم.
وتتهم الحكومة السحرة الممارسين للطب بإذكاء عمليات القتل هذه من خلال إغراء الناس لإحضار أجزاء من جسد الشخص الأمهق يقومون بطحنها مع الاعشاب والجذور وماء البحر لعمل الأسحار والرقى التي يزعمون أنها تجلب الحظ والثروة.
ويأتي الحظر الشامل على مستوى البلاد بعد أقل من أسبوع من مطالبة مسؤولي الأمم المتحدة للحكومة بتكثيف الجهود لإنهاء التمييز والهجمات بعد أن خطفت صبية في الشهر الماضي من منزلها في منطقة موانزا بشمال البلاد. وما زالت الصبية مفقودة.
وقال وزير الشؤون الداخلية في تنزانيا ماثياس شيكاوي إن الحكومة شكلت قوة عمل وطنية تشارك فيها الشرطة وأعضاء في جمعية المهق التنزانية لاعتقال وملاحقة السحرة الذين يتحدون الحظر.
وقال للصحفيين «تأكدنا من أن السحرة الممارسين للطب هم من يطلبون من الناس إحضار أجزاء من أجساد الأشخاص المهق لعمل الأسحار التي يزعمون أنها ستجعلهم أثرياء. لن نترك مكانا دون أن نبحث فيه حتى نضع نهاية لهذه الاعمال الشريرة .»
وقال شيكاوي إن العملية ستبدأ في غضون أسبوعين وستستهدف في بادئ الأمر خمس مناطق تشمل موانزا وتابورا و شينيانجا وسيميو وجيتا التي تعتقد الحكومة أن معظم الهجمات تقع فيها. وسوف تمتد العملية إلى مناطق أخرى من البلاد في وقت لاحق.