بين الأنقاض التي خلفتها معارك ضارية في شوارع مقديشو خمسة مبان حديثة الإنشاء تضم مقر الجامعة الوطنية الصومالية التي استأنفت استقبال الطلاب في الآونة الأخيرة بعد توقف 23 عاماً. تقع الجامعة بمنطقة حمراوية في مقديشو التي تعرف أيضا باسم البلدة القديمة. يصف كثير من الصوماليين استئناف الدراسة بالجامعة بأنه «حدث تاريخي» ويأملون أن يكون بداية لإعداد قادة المستقبل الذين سيتولون إحياء بلدهم بعد سنوات الحرب الطويلة. تضم الجامعة ست كليات هي الطب والطب البيطري والزراعة والتربية والحقوق والاقتصاد ويدرس بها طلاب من مختلف أنحاء الصومال.والاقتصاد ويدرس بها طلاب من مختلف أنحاء الصومال. كما بدأت في السادس من أكتوبر دورات للتعليم قبل الجامعي في الرياضيات والفيزياء والعلوم الحيوية واللغة الإنجليزية. وقال عبد الله محمد علي المحاضر في اللغة الإنجليزية بالجامعة الوطنية الصومالية «أوصي كل الطلاب الصوماليين شبانا وفتيات بأن ينضموا إلينا بمجرد التخرج من المدارس الثانوية ليشاركونا سعادتنا في الجامعة الوطنية الصومالية». الجامعة أنشأتها سلطات الاحتلال الإيطالية عام 1956 وكانت في بداية الأمر معهدا لتعليم الإدارة والقانون والاقتصاد للصوماليين. وفي 1969 بعد تسعة أعوام من استقلال الصومال تغير اسمها إلى الجامعة الوطنية الصومالية. وزاد عدد كليات الجامعة على مر السنين إلى 14 كلية تخرج فيها كبار المسؤولين والعاملين بالخدمة المدنية في الصومال. ثم أغلقت الجامعة ومعظم مؤسسات الدولة في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بحكم الرئيس الأسبق سياد بري عام 1990. التحق بالجامعة في فصلها الدراسي الأول بعد سنوات التوقف 384 طالباً وطالبة في مختلف الكليات. وقال طالب يدعى بيشال عول علي «انهارت هذه الجامعة قبل مولدي.. أغلقت في عام 1991 وأنا ولدت سنة 1993.. بعد سنتين من مولدي. قيل لي: إنها كانت جامعة وطنية يدرس بها 15 ألف طالب بالمجان. سعادتي عظيمة بالانضمام إلى الجامعة وأود أن يشاركني كل الصوماليين في أنحاء العالم سعادتي». محمد جمعالي حصل على شهادة في اللغويات عام 1076 من الجامعة الوطنية الصومالية تخصص اللغة الإيطالية. واليوم أصبح جمعالي مستشارا للجامعة بعد إعادة افتتاحها. وقال جمعالي: «الحكومة تسعى لتحقيق تكافؤ الفرص لأن كثيراً من الطلاب لا يستطيعون الالتحاق بمعاهد التعليم الخاصة لأسباب اقتصادية. لكن هذه الحكومة أدركت أن من واجبها أن تحقق تكافؤ الفرص للجيل الجديد، ولذلك كثفت الحكومة جهودها لفتح الجامعة». تشجع الحكومة الصومالية النساء على الاضطلاع بدور رئيسي في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وتضم أول دفعة من الدارسين في الجامعة الوطنية بعد إعادة فتحها عدداً كبيراً من الطالبات. قالت الطالبة آيان عبد الولي: «أود أن أقول لكل الصوماليات اللاتي سيشاهدن هذا انهضن وتعلمن لتصبحن مؤهلات لإفادة بلدكن. الرجال يمضون قدما ويجب أن نكون مثلهم. أدعو كل الأمهات إلى السماح لبناتهن بالالتحاق بالمدارس ليتمكن من الاعتماد على أنفسهن في المستقبل». وتواجه الحكومة الصومالية العديد من التحديات الضخمة في إعادة بناء المؤسسات بعد النجاح في إنهاء سيطرة حركة الشباب المتمردة على معظم أنحاء البلد بمساعدة قوات الاتحاد الإفريقي.