قضت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، يوم الجمعة الماضي ، بسجن زعيم الميليشيا السابق في الكونغو الديمقراطية، جيرماين كاتانغا 12 عاما، بعد إدانته بالضلوع في ارتكاب جرائم حرب، تتعلق بهجوم دموي على قرية بشرق الكونغو عام 2003، بعد نحو سبع سنوات من بدء محاكمته. وكانت المحكمة قد أدانت كاتانغا (36 عاما) في مارس الماضي بتهمتي «القتل بصفته جريمة ضد الإنسانية» و«القتل بصفته جريمة حرب»، وأدين أيضا بالهجوم على السكان المدنيين وبتدمير ممتلكات العدو والنهب.غير أن المحكمة برأت ساحة كاتانغا من تهم الاغتصاب والاستعباد الجنسي واستخدام الجنود الأطفال. وقالت إنه لا يمكن إثبات أنه جند أطفالا للقتال، وهي جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي. وتتعلق هذه الاتهامات بمذبحة ارتكبت بحق عدة مئات من المدنيين من جماعة «هيما» العرقية عام 2003، خلال الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا).
ووقعت هذه المذبحة يوم 24 فبراير 2003، حيث هاجمت ميليشيات من جماعة ليندو العرقية التي ينتمي إليها كاتانغا، بالإضافة إلى قبائل أخرى متحالفة معها، قرية بوروغو في مقاطعة إيتوري في شمال شرقي البلاد والتي تقطنها قبيلة هيما. وأفادت تقارير بأن المقاتلين ارتكبوا جرائم قتل ونهب واغتصاب بحق سكان القرية، مما أسفر عن مصرع نحو 200 مدني.واعتقلت السلطات الكونغولية كاتانغا، الذي يعرف أيضا باسم «سيمبا»، وسلمته إلى المحكمة الجنائية الدولية عام 2007. وسيخصم ما يقرب من سبع سنوات قضاها كاتانغا محتجزا رهن المحاكمة، من فترة العقوبة التي حكمت بها المحكمة الجنائية الدولية.من جهة أخرى، أعلنت منظمة محلية بدعم من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، يوم الخميس الماضي أن نتائج تحقيقاتها تظهر أن نحو 300 شخص معظمهم من المدنيين قتلوا في قمع هجمات وقعت في 30 ديسمبر الماضي، في مدن كبرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال المدير التنفيذي لرابطة الناخبين سيلفان لومو إن «نحو 250 مدنيا وستة عسكريين قتلوا في إقليم كاتانغا (جنوب شرقي البلاد) ونحو 71 مدنيا قتلوا في كينشاسا» .وأضاف أن «الحصيلة ما زالت مؤقتة لأن هناك شهادات ما زلنا نتحقق منها حول أشخاص ألقوا في نهر كاتانغا، وأشخاص وضعوا في حفر مشتركة» .وشهدت كينشاسا في 30 ديسمبر عملية احتجاز رهائن في التلفزيون العام، سمع بعدها إطلاق نار في المطار الدولي. كما سمعت عيارات في لوبومباشي وكولويزي وكاتانغا (جنوب شرقي البلاد). واستهدف المطار في كيندو في مانييما (شرق البلاد) ، وتتحدث الحصيلة الرسمية للضحايا عن سقوط 103 قتلى، بينهم 85 من المتمردين ومهاجم وثمانية جنود.