دفعت الأمم المتحدة وللمرة الأولى في تاريخ تعاملها مع الملف الصومالي بقوات خاصة عالية التدريب لحماية منشآت الأمم المتحدة في العاصمة الصومالية مقديشو تحسبا لاستهدافها من عناصر حركة الشباب المتحالفة مع تنظيم القاعدة الإرهابي والتي سعت قبل أيام إلى اقتحام مقر رئاسة الصومالية . وقال نيكولاس كاى رئيس بعثة الأمم المتحدة في الصومال والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون لدى حكومة مقديشو أن القوة التي تم دفعها لحراسة منشآت الأمم المتحدة في العاصمة الصومالية تتألف من 450 كوماندوز على مستوى غير تقليدي في التسليح والتدريب والتعامل مع العناصر الإرهابية عالية الخطورة . وكشف عن أن هذه القوات هي في الأساس قوات أوغندية خاصة ويقودها كولونيل أوغندي من أبرز قادة مجموعات مكافحة الإرهاب، وأضاف أن هذه القوات ستتمركز في مطار العاصمة الصومالية الدولي وسيتم توزيع خدماتها على مقار الأمم المتحدة في العاصمة الصومالية وكذلك مقر مكتب الاتحاد الأفريقي في مقديشو، كما تمت دراسة تشكيل تلك القوات وتحديد مهامها بدقة في منتصف مايو الماضي بموجب توصية صادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد وباعتبار الصومال من بين مناطق مهام الأمم المتحدة الأعلى خطورة.
وكانت لجنة تقييم أمنى أوفدها الاتحاد الأفريقي قد زارت الصومال في الفترة من 26 أغسطس وحتى 6 سبتمبر 2013 قد أوصت بضرورة اتخاذ إجراءات إضافية لحماية مكتب الاتحاد الأفريقي وعملياته في الصومال ضد هجمات المتشددين المسلحين الموالين للقاعدة والتي نجحت في نسف مقار القيادة المشتركة للعمليات للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في التاسع عشر من يونيو 2013 وهو ما أسفر عن سقوط تسعة قتلى و17 مصابا من العاملين في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في الصومال .
وفى الرابع عشر من فبراير 2014 كشف النقاب عن تورط شبكة من المسئولين الصوماليين في إمداد ميليشيات الشباب المتحالفة بالقاعدة بالأسلحة وهو ما صدر بشأنه تقرير سرى في حينه لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في الصومال التي فرض عليها حظر تسلح من مجلس الأمن الدولي في العام 1992 تم تخفيفه في مارس من العام الماضي بما خلق سوقا موازية للسلاح في الصومال برغم استطاعة حكومتها تدبير احتياجات قواتها النظامية الناشئة من المدافع الرشاشة والقواذف الصاروخية من طراز ار بى جى .
وقد حذر التقرير السري الذي أعده خبراء في الأمم المتحدة من أن أعضاء بارزين في الحكومة الفيدرالية الصومالية يقومون بصورة منهجية بنقل أسلحة إلى جماعات ذات صلة بالقاعدة تعمل في الصومال، وفى مارس 2013 وافق المجلس على تخفيف حظر توريد الأسلحة إلى الصومال استجابة لمطلب ملح من الحكومة الفيدرالية الصومالية التي أكدت الأخيرة أن الحظر الذي استمر عقدين يمنعها من الدفاع عن نفسها وعن شعبها بصورة ملائمة في مواجهة تنظيم الشباب التابع للقاعدة والمسيطر على مساحات كبيرة من الأرض في الريف الصومالي، وسمح تخفيف الحظر للحكومة باستيراد ما تحتاجه بشدة من سلاح مثل الصواريخ وقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية والبنادق .
وتوصل تقرير لمجموعة المراقبة الأممية في الصومال وارتريا صدر مؤخرا إلى أن جزءا كبيرا من السلاح المتطور الذي استوردته الحكومة الصومالية يسقط في أيدي جماعات شبه عسكرية من بينها تنظيم الشباب وانتهى التقرير إلى أنه على الأمم المتحدة إعادة فرض الحظر الكامل على توريد السلاح إلى الحكومة الصومالية للحيلولة دون وقوعه في أيدي تنظيم الشباب وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع تنظيم القاعدة .وفى مارس الماضي حث قائد تنظيم الشباب الإرهابي في الصومال على الجهاد ضد إثيوبيا التي خاضت حربا ضد ميليشيات الشباب المتحالفة مع القاعدة في الفترة من 2006 وحتى 2009 انتهت بسحب إثيوبيا لقواتها من الصومال في العام 2011 ثم إعادة الدفع بها ضمن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال «الاميصوم» في العام 2013 وهى القوات البالغ قوامها 22 ألف فرد وتضم قوات من جيبوتي وكينيا وأوغندا وبوروندي وسيراليون.الاتحاد الإفريقي يعين رئيسا جديدا لبعثته في الصومال
في سياق آخر أعلن الاتحاد الإفريقي الخميس الماضي انه تم تعيين وزير خارجية النيجر السابق مامان سامبو صديقو على رأس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (الاميصوم) التي تقاتل المتمردين الإسلاميين في حركة الشباب.وأورد بيان رسمي أن صديقو سيتولى في بداية أغسطس منصبه كممثل خاص للاتحاد الأفريقي في الصومال ورئيس للبعثة في هذا البلد.ويخلف صديقو التشادي محمد صالح النظيف الذي تولى هذا المنصب بين نوفمبر 2012 ويونيو 2014 واستدعته بلاده لتولي «مهام أخرى».
كان صديقو وزيرا لخارجية النيجر بين 1997 و1999 وشغل منذ أكتوبر 2011 منصب سفير النيجر في واشنطن. وأوضح الاتحاد الأفريقي انه «عمل أيضا في منظمات دولية مختلفة».
وأضاف الاتحاد «يأتي هذا التعيين في إطار من التقدم المتواصل في تعزيز السلام والمصالحة في الصومال رغم التحديات التي لا يزال البلد يواجهها، بدليل التصاعد الأخير للهجمات الإرهابية وخصوصا في مقديشو».
ورغم طردهم من العاصمة وأغلب المناطق في 2011، يقوم المتمردون في حركة الشباب بين الحين والآخر بتنفيذ هجمات في الصومال والدول المجاورة .