تلقى حوالي ثلاثة وعشرون ألف شخص تضرروا من الفيضانات القوية التي شهدتها كيسمايو في جنوب الصومال، مساعدات عاجلة من اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر الصومالي هذا الأسبوع. وشملت هذه المساعدات تقديم منح نقدية ومواد منزلية أساسية وتوفير الرعاية الصحية وإعادة تأمين الإمدادات من المياه النظيفة.
وكانت الفيضانات قد غمرت مدينة كسمايو الساحلية وغيرها من المناطق الساحلية في منطقة جوبا السفلى بفعل أمطار غزيرة غير معتادة انهمرت بين 24 مايو و6 يونيو.
وقال رافائيل فيتفير الذي يساعد في قيادة عمليات اللجنة الدولية: «إن تصريف المياه في هذه المنطقة عسير بسبب موقعها الساحلي المنخفض. ولا تزال المياه الراكدة تغمر المخيمات التي تأوي حوالي 26000 نازح والمنطقة المحيطة بها حيث تقطن الجماعات المحلية». وعُرف حتى الآن أن خمسة أطفال غرقوا أو لقوا حتفهم من جراء الانخفاض المفرط في حرارتهم. وأضاف السيد «فيتفير»: «كالمعتاد، أصيب من يصارعون أصلاً من أجل البقاء بالقسط الأكبر من الضرر، ولاسيما أولئك الذين فروا من أعمال القتال ويقيمون في المخيمات».
وقضت الفيضانات على مآوي المتضررين وممتلكاتهم أو منعتهم من الوصول إلى منازلهم. وطافت المراحيض متسببة بتلوث مصادر المياه. وأضحت الصدمات الطبيعية من هذا النوع التي تضاف إلى النزاع المسلح الدائر في الصومال تثقل كاهل سكان هذا البلد.
وسارعت اللجنة الدولية إلى العمل فقدمت لما يناهز 23000 نازح منحاً نقدية تبلغ قيمة كل منها 50 دولاراً أمريكياً، حُسبت لمساعدتهم على تغطية احتياجاتهم من المواد الغذائية والضرورات الأساسية للأسابيع المقبلة.
ومن بين هؤلاء، تلقت 1500 عائلة (أي 9000 شخص) مواد منزلية أساسية (من أقمشة مشمعة، وحصر بلاستيكية وملابس وصفائح للماء وأدوات للطبخ ومواد للنظافة). بالإضافة إلى ذلك، بدأت عيادة مؤقتة ومتنقلة للرعاية الصحية، أنشئت بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر الصومالي بمعالجة الأشخاص في المخيمات، ويجري العمل على تعقيم الآبار التي تلوثت بفعل الفيضانات بمادة الكلور.
وانشغلت اللجنة الدولية أيضاً في عام 2014، فضلاً عن المساعدات الطارئة، في دعم مستشفى كسمايو الذي يجري تحديثه في الوقت الراهن، ودعم مركز تثبيت حالة الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد، فضلاً عن عيادة الهلال الأحمر الصومالي للرعاية الصحية الأولية. وقدّمت اللجنة الدولية لثلاثمائة نازح ولعائلات مستضعفة منحاً لتأسيس مشاريع صغيرة ودرّبت 300 صياد من النساء والرجال على تقنيات الصيد، وصلّحت 30 قاربا، ساعية في كل ذلك إلى مساعدتهم على التوصل إلى اكتفاء ذاتي. ويقوم موظفو اللجنة الدولية كذلك بزيارة الأشخاص المحتجزين في السجن المركزي للتحقق من المعاملة التي يتلقونها وظروف احتجازهم.