أعلنت الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية (الإيجاد) أن المحادثات الرامية لإيجاد تسوية للنزاع القائم بجنوب السودان والمتوقفة منذ مطلع أبريل الجاري استؤنفت امس الاول الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.وقال المتحدث باسم «الإيجاد» في نيروبي إن وفد حكومة جنوب السودان التي يرأسها سلفاكير ميارديت ووفد حركة التمرد بزعامة رياك مشار، اجتمعا اليوم في أديس أبابا بحضور الوسطاء.وتعد هذه الحلقة الثانية من المفاوضات بين طرفي النزاع في جنوب السودان التي بدأت منتصف فبراير قبل أن يتم تعليقها للمرة الأولى بداية مارس ، ومع استئنافها نهاية ذلك الشهر عادت وعلقت مجددا بعد عشرة أيام فقط إثر تفاقم الخلاف بين الوفدين.ويرى ملاحظون أن محادثات أديس ابابا حول جنوب السودان لا يمكن لها أن تذهب بعيدا في ظل تحفظ طرفي الصراع على المبادرات الخارجية، ورغبتهما في الحسم داخليا سواء كان ذلك عسكريا أو عبر التفاوض.وتزامنا مع استئناف محادثات أديس أبابا، وصلت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي يوم امس إلى جوبا في زيارة تدوم يومين، وتتمحور زيارة المسؤولة الأممية حول موجة المجازر ضد المدنيين هناك.وترافق بيلاي في زيارتها لجنوب السودان المبعوثة الدولية الخاصة لمنع عمليات الإبادة أداما دينغ.وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من بيلاي ودينغ التوجه إلى جنوب السودان في إطار جهود المنظمة الدولية لوقف النزاع في ذلك البلد المضطرب.والتقت بيلاي في جوبا الرئيس سلفاكير ومسؤولين رفيعي المستوى قبل أن تتوجه امس الثلاثاء إلى داخل البلاد، وتحديدا المنطقة التي تخضع لسيطرة المتمردين بزعامة مشار.واتهم المتمردون الذين يحاربون بقيادة مشار بقتل مئات المدنيين بمدينة بانتيو النفطية، كما قامت مجموعة مسلحة موالية للحكومة بقتل عشرات المدنيين في هجوم على قاعدة أممية بمدينة بور يأوي إليها آلاف اللاجئين الفارين من القتال.وكان مجلس الأمن الدولي دعا إلى إجراء تحقيق عاجل في المذبحة التي قتل فيها مئات الأشخاص في بلدة بانتيو النفطية بجنوب السودان.وأبدى المجلس استعداده لاتخاذ إجراءات إضافية إذا وقع مزيد من الهجمات على المدنيين، في إشارة ضمنية لعقوبات محتملة. وهددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل جنوب السودان بفرض عقوبات.ودعا مجلس الأمن كلا من سلفاكير ومشار إلى التصريح علنا عن رفضهما لأي اعتداء على المدنيين، والتعهد بمعاقبة المسؤولين عن العنف، والعودة إلى طاولة المفاوضات.وأسفرت المعارك التي اندلعت في 15 ديسمبر الماضي في جوبا قبل أن تمتد إلى مناطق أخرى عن مقتل آلاف الأشخاص، كما أجبرت عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم للبحث عن ملاجئ لهم في قواعد الأمم المتحدة.