رحّبت المملكة المتحدة بانعقاد الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن على مستوى وزراء الخارجية على أراضيها في 29 من شهر أبريل الجاري برئاسة مشتركة لكل من بريطانيا والسعودية واليمن. وتوقّعت الخارجية البريطانية في بيان أن يصادق الاجتماع على اقتراح وزير الخارجية اليمني بتغيير هيكل مجموعة أصدقاء اليمن، بحيث يكون دعمها لليمن موجهاً أكثر. ونقل عن وكيل وزارة التخطيط محمد الحاوري قوله إن لندن تقدمت بمقترح لهيكلة مجموعة أصدقاء اليمن، بحيث يكون هناك ثلاث مجموعات (أمنية وسياسية واقتصادية)، وسيتم مناقشة هذا المقترح خلال الاجتماع وسيتم على ضوء هذا المقترح تشكيل ثلاث مجموعات عمل من الدول العشر واليمن ودول الخليج الراعية للمبادرة. وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، سيفتتح هذا الاجتماع ثم يشاركه في رئاسته وزير شؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون ووزير شؤون التنمية الدولية الآن دنكان، فضلاً عن وكيل وزير الخارجية السعودي للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي الكبير ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي.
ووأوضح البيان أن ممثلين عن مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة والمكتب التنفيذي لتسريع تعهدات الدول المانحة سيلقون كلمات في الاجتماع. ووفقاً للبيان، فإن أولويات الاجتماع تتضمّن إلى جانب تغيّر هيكل المجموعة، أولويات هذا الاجتماع، تقييم ما تحقق من تقدم في الأهداف السياسية والاقتصادية والأمنية التي حددها اجتماع أصدقاء اليمن السابق الذي عُقد في نيويورك في 2013، وضمان عمل الدول المانحة عن قُرب مع المكتب التنفيذي بهدف ضمان أن الأموال التي تعهدت بها لمساعدة مستقبل اليمن سوف تنفق بفعالية. وأكدت الخارجية البريطانية أن اليمن دخل مرحلة جديدة في انتقاله نحو إجراء الاستفتاء الدستوري والانتخابات، بعد اختتامه مؤتمر الحوار الوطني في وقت سابق من العام الحالي.
يُذكر أن مجموعة أصدقاء اليمن تشكلت في عام 2010 لتنسيق الدعم الدولي المقدّم لليمن، وتضم في عضويتها 39 دولة ومنظمة.وعقدت ستة اجتماعات لوزراء خارجية مجموعة دول أصدقاء اليمن، منذ تأسيس المجموعة في يناير 2010. ويعد هذا الاجتماع هو الثالث الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن. بينما عُقد ثلاثة اجتماعات في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وواحد في الرياض. وعقد آخر اجتماع وزاري في شهر سبتمبر الماضي في نيويورك، بمشاركة وزراء خارجية المجموعة وعدد من رؤساء ومدراء وممثلي مؤسسات دولية وإقليمية مانحة لليمن، فيما عقدت العديد من الاجتماعات الخاصة بفرق العمل واللجان الفنية في كل من أبوظبي، والرياض، وبرلين، وعُمان، خلال الأعوام 2010 - 2013. وتشكلت مجموعة أصدقاء اليمن في اجتماع عُقد للمرة الأولى على مستوى وزراء الخارجية في لندن في 28 يناير 2010 بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون، إثر محاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب تفجير طائرة أميركية في سماء ولاية ديترويت في ديسمبر 2009. وتمخض الاجتماع التأسيسي عن تشكيل فريقي عمل حول الاقتصاد والحوكمة، وكذلك حول العدالة وتنفيذ القانون، وذلك لدعم جهود الحكومة اليمنية لتطبيق الخطة الإصلاحية اليمنية.
وتهدف المجموعة إلى دعم اليمن في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ودعم الحكومة اليمنية في جهود الحرب على الإرهاب. ويحظى الملف الأمني بالأولوية لدى معظم الدول المنخرطة في إطار المجموعة، غير أن الحكومة اليمنية تسعى لتقديم الملف الاقتصادي وشحذ انتباه الأصدقاء لإعطائه الأولوية، باعتباره جزءاً رئيسياً من أسباب تدهور الوضع الأمني، ومحور معالجاته.
ويبدي أصدقاء اليمن اهتماماً كبيراً بتطوّرات الملف السياسي، خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2011، وتدعم دول المجموعة تنفيذ التزامات التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية، كما أعلنت معظم دول المجموعة دعمها لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي أنهى أعماله في 25 يناير الماضي.