أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي استهدف يوم الجمعة الماضي القصر الرئاسي الصومالي في مقديشو، وأسفر عن مصرع 14 شخصا بينهم مدير مكتب رئيس الوزراء وضابط مخابرات، وتبنته حركة الشباب.وعبر المجلس عن تقديره «للرد الشجاع» من جانب القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي على هذا «العمل المروع» متعهدا بأن أعمال الإرهاب لن تضعف إصراره على «دعم عملية السلام والمصالحة» في الصومال.كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجوم، معربا عن «القلق» إزاء الهجمات الأخيرة التي ارتكبتها عناصر حركة الشباب بهدف «زعزعة استقرار الصومال» في وقت تُحشد فيه الجهود لاستعادة السلام والتنمية في البلاد.ومن جهتها، قالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إن بلادها تعتبر هذا الهجوم «الدامي» تأكيدا «لما أثبتته حركة الشباب مرارا وتكرارا من أنها ليست إلا رمزا للقتل والدمار».وأدانت بعثة الاتحاد الأفريقي -في بيان صحفي- هذا الهجوم ووصفته بالوحشي، وأشادت بعناصر القوات الحكومية والأفريقية لأنهم «قاتلوا بشجاعة» المهاجمين، منعًا لسفك دماء الأبرياء المدنيين.
ونقل البيان عن ممثل الاتحاد الأفريقي ورئيس بعثتها بالصومال محمد صالح النظيف قوله إن الهجوم نفذته حركة الشباب ضد الشعب الصومالي ومؤسساته.وكان القصر الرئاسي بمقديشو تعرض لهجوم نفذه تسعة مسلحين تسللوا إلى ساحته وقت صلاة الجمعة، مستهدفين على ما يبدو رئيس البلاد حسن شيخ محمود الذي لم يكن موجودا ساعتها مما أدى إلى نجاته.
وتبنت «الشباب» على لسان الناطق باسمها عزيز أبو مصعب الهجوم، وقالت إنه رسالة مفادها أنه «ليس هناك أي مكان آمن لحكومة المرتدين».وطبقا للرواية الرسمية التي أدلى بها وزير الأمن القومي عبد الكريم حسين جوليد -في مؤتمر صحفي عقب الهجوم- فإن مسؤوليْن حكومييْن وتسعة مسلحين قتلوا في الهجوم.وأوضح جوليد أن تسعة مقاتلين حاولوا مهاجمة بوابة القصر فقتل «اثنان في السيارتين الملغمتين، وقتل السبعة الآخرون بالرصاص» مضيفا أن «رصاصات طائشة» قتلت مديرا بمكتب رئيس الوزراء وضابطا بالأمن.
ونفى الوزير دخول عناصر الحركة إلى القصر الرئاسي، وهي المعلومة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، وتحدثت عن وصول المهاجمين قريبا من مسجد يصلي فيه عادة الرئيس الصومالي والمسؤولون الحكوميون.وقال الرئيس الصومالي -في بيان أصدره إثر الحادث- إن الحادث لن يثني حكومته عن العمل لإعادة إعمار الصومال بعد عقود من الحرب.ووعد شيخ محمود بمواصلة العمل ضد «أعداء السلام» مؤكدا أن هذا «العمل الإرهابي الذي لا تصف الكلمات بشاعته لا يخفي حقيقة أن هذه جماعة هامشية وعلى وشك الانقراض» في إشارة إلى حركة الشباب.
وفي السياق، نفى رضوان حرسي نائب رئيس الوزراء ما تردد من تقارير لخبراء أمميين حول سماح حكومة مقديشو بوصول السلاح إلى جماعات لها علاقة مع تنظيم القاعدة، مؤكدا أن الهجوم على القصر الرئاسي «عملية فاشلة استهدفت استقرار البلاد».
وتعتزم الحكومة إطلاق حملة أمنية مكثفة قالت إنها قد تقيد تنقلات سكان العاصمة لمنع وقوع مثل هذه الهجمات، ودعت الشعب إلى الصبر على العمليات التي تقوم بها قوات الأمن، والتعاون معها لمواجهة الخطر الذي تشكله حركة الشباب.