أقر مجلس الأمن الدولي زيادة في عدد قوات حفظ السلام بـجنوب السودان إلى الضعف تقريبا، وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن عدد قتلى العنف هناك يُعد بالآلاف، بينما أكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اكتشاف مقابر جماعية في مدينتي بانتيو وجوبا. ووافق مجلس الأمن بالإجماع مساء أمس الأول الثلاثاء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيادة قوة البعثة الأممية بجنوب السودان (مينوس) من سبعة آلاف ج الأول الثلاثاء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيادة قوة البعثة الأممية بجنوب السودان (مينوس) من سبعة آلاف جندي وتسعمائة شرطي إلى 12500 جندي و1323 شرطيا.
وبهذه الزيادة تصبح قوة «مينوس» ثالث أكبر بعثة أممية لحفظ السلام بالعالم من حيث عدد الجنود الدوليين، بعد بعثتي جمهورية الكونغو الديمقراطية ودارفور.
وتشمل التعزيزات أيضا مروحيات قتالية وأخرى للنقل وخبراء بحقوق الإنسان، سيتم تجميعها من بعثات أخرى أممية بأفريقيا (جمهورية الكونغو وساحل العاج ودارفور وليبيريا).
وطالب المجلس في قرار جديد جميع الأطراف المتناحرة بوقف فوري للأعمال العدائية وبدء حوار لحل خلافاتها بشكل سلمي. وأكد القرار أن «المسؤولين عن انتهاك قوانين حقوق الإنسان ينبغي أن يحاسبوا».وأبلغ أمين الأمم المتحدة مجلس الأمن بأن إعادة انتشار القوات الأممية ستستغرق وقتا وأن منظمته «لا يمكنها حماية جميع المدنيين» بجنوب السودان، وقال إن هذا الأمر يعود إلى طرفي النزاع عبر الدعوة إلى مفاوضات بين الرئيس سلفاكير ميارديت وخصمه ونائبه السابق رياك مشار.وقال المنسق الأممي للشؤون الإنسانية بجنوب السودان توبي لانزر إن عدد قتلى العنف الذين سقطوا هناك على مدى الأيام العشرة الماضية من المرجح الآن أنه بالآلاف وليس بالمئات مثلما قدرت المنظمة الأممية في وقت سابق.
من جانبها أعلنت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان نافي بيلاي اكتشاف مقابر جماعية بمدينتي بانتيو وجوبا، معربة عن قلقها إزاء الانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الإنسان المرتكبة بجنوب السودان خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت بيلاي في بيان إنه تم توثيق عمليات قتل جماعي خارج نطاق القضاء، واستهداف الأفراد على أساس انتمائهم العرقي، واعتقالات تعسفية، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف مقبرة جماعية في بانتيو بولاية الوحدة، وما لا يقل عن مقبرتين جماعيتين أخريين في جوبا.
وقد رجحت مصادر بالأمم المتحدة أن تكون الجثث التي عثر عليها في بانتيو لأفراد من الجيش الشعبي لتحرير السودان (الجيش الحكومي).وذكرت المسؤولة الأممية أن المئات من أفراد جهاز الشرطة الوطنية بجنوب السودان قد أمروا بنزع سلاحهم واعتقلوا بمراكز الشرطة في أنحاء جوبا.
وأكدت بيلاي وجود حالة من الخوف تسود المدنيين من قبيلتي الدينكا والنوير من أنهم سيقتلون على أساس انتمائهم العرقي، وطالبت بضمانات واضحة من قبل من هم بمراكز السيطرة السياسية والعسكرية.وقد دعت الولايات المتحدة جميع أطراف النزاع بجنوب السودان إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل إيجاد مخرج سياسي.
وحذرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جون ساكي من أن القادة الذين «يسعون لاقتناص السلطة أو الاحتفاظ بها عن طريق العنف أو التقسيم على أسس عرقية» سيحرمون من دعم الولايات المتحدة.وفي وقت سابق، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات هاتفية مع سلفاكير ومشار سعيا لتحقيق وقف لإطلاق النار والتوسط في إجراء محادثات بين الطرفين.
وفي سياق ذي صلة، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها نقلت حوالي خمسين جنديا من سلاح مشاة البحرية إلى أوغندا من بين حوالي 150 أرسلتهم هذا الأسبوع إلى جيبوتي للمساعدة في أي إجلاء آخر محتمل لمواطنين أميركيين من جنوب السودان.
يُذكر أن رئيس جنوب السودان أعلن أن قواته بسطت سيطرتها على بور، وهي مدينة إستراتيجية وعاصمة ولاية جونقلي، كانت سيطرت عليها قوات مشار في 19 من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن قوات الجيش الشعبي تتعقب حاليا بقايا قوات مشار و»هي تفر من المدينة».
ويأتي إعلان استعادة القوات الحكومية السيطرة على بور مع أنباء عن اتساع القتال ليشمل مناطق جديدة، ووقوع اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة بمحيط منطقة ملكال العسكرية عاصمة ولاية أعالي النيل.ويشهد جنوب السودان اشتباكات دموية منذ أيام بعد محاولة انقلاب كشف عنها رئيس الدولة، وقام بها مقاتلون موالون لنائبه السابق الذي كان أقيل من منصبه في يوليو الماضي.
ندي وتسعمائة شرطي إلى 12500 جندي و1323 شرطيا.