رحّب تجار الحليب والمسؤولون المحليون في هرجيسا بقرار الاتحاد الأوروبي وشركائه تقديم 4 ملايين يورو (5.4 مليون دولار) لتحسين الأمن الغذائي وزيادة إنتاج الحليب في منطقة أرض الصومال.

وأوضح وزير الماشية والتنمية في أرض الصومال، عبدي أو ضاهر علي، أن المرحلة الأولية من المشروع محصورة في هرجيسا، وذلك خلال حفل افتتاح المشروع في 25 كانون الثاني/نوفمبر بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والمنظمات المنفذة للمشروع.
وستؤمن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مبلغ 400 ألف دولار إضافي وتعمل على تنفيذ المشروع بالتعاون مع المركز الدولي لفسيولوجيا وإيكولوجيا الحشرات ومقره نيروبي، حسبما ذكر علي.
وأضاف "سيكون للمشروع مرحلة ثانية ستشمل المناطق الأخرى. إنها سلسلة إنتاج للحليب ورعاية الحيوانات وأجهزة إنتاج الحليب والنقل وحاويات التخزين ومعدات التبريد".
ولتلبية الطلب المتزايد، تستورد منطقة أرض الصومال حالياً غالبية الحليب الذي تستهلكه على شكل حليب بودرة، حسبما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة في الصومال. ويهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج المحلي لحليب الجمال والماشية بحيث يؤمن 80 في المائة من الحاجة الاستهلاكية.
وقال الطبيب البيطري، عبدي عثمان حاجي عبدي، وهو مستشار في المشروع المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والمركز الدولي لفسيولوجيا وإيكولوجيا الحشرات، إن المرحلة الأولى من المشروع الذي سيمتد على فترة ثلاث سنوات ستتمثل في فتح مصنع لإنتاج الحليب في هرجيسا من شأنه تزويد الأسواق بالحليب المعلّب.
وأضاف عبدي لصباحي أن المشروع سيؤمن تمويلاً مباشراً على نطاق صغير لحوالي 40 تعاونية كما سيسهل بناء مصنع في سوق غوبانيمو الذي هو أحد أكبر أسواق الحليب. وأشار إلى أن المشروع سيساعد أيضاً الحكومة على وضع قانون منتجات الألبان الذي سيكون مهماً في إدارة إنتاج الحليب.
وتابع عبدي أنه يتم تسليم حوالي 30 ألف لتر من الحليب في هرجيسا كل يوم، في حين أن 70 في المائة من الحليب المستهلك في أرض الصومال هو حليب بودرة مستورد.
وذكرت المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي إلى الصومال، ميشال سيرفوني دورسو، خلال حفل إطلاق المشروع، أن "المشروع سيدعم كل الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة وسيدعم عملية خلق فرص العمل في أرض الصومال. نتوقع أن تزيد هذه المبادرة دخل ألف من مجتمعات الرعاة والمزارعين الرعاة. وستؤمن لأكثر من 50 ألف أسرة وصولاً إلى الحليب النظيف".
وشكر رئيس أرض الصومال أحمد محمد سيلانيو الجهات المانحة على مساهمتها المالية وشدد على الأهمية الاقتصادية لحملة مواصلة عمليات تحسين الجودة والقدرات الإنتاجية في القطاع المذكور.
وقال خلال حفل إطلاق المشروع "إنه مشروع قيّم جداً وسيكون تطويره مفيداً جداً للشعب. إننا سعداء جداً بالتقدم خطوة إلى الأمام كل مرة وهذه خطوة تفيد شعبنا وحالته الاقتصادية".
تنمية اقتصاد المنطقة
ويهدف المشروع أيضاً إلى التركيز على بناء قدرات بائعات الحليب من الإناث، وتخفيض الخسائر المرتبطة ببيع الحليب التي تأتي نتيجة سوء الإدارة على مستوى سلسلة القيمة.
وقال في هذا السياق المدير العام في وزارة الماشية، محمد أحمد أغاوين، إن النساء اللواتي يبعن الحليب أو ينقلنه إلى المدن يعملن حالياً على أساس فردي، ولكن سيسهل المشروع وضع نظام تعاوني وتوفير مبردات الحليب ومختبرات مراقبة الجودة كما أنه سيقدم تدريبات للمنتجين والبائعين.
وأوضح لصباحي أن "تجار الحليب هم أمهات يحتجن إلى دعم لمهاراتهن وأعمالهن كونهن يعتمدن على ذلك للعيش".
وأشار أغاوين إلى أن أرض الصومال تضم أكثر من 20 مليون رأس قطيع، ويمكن بالتالي أن تتوقف المنطقة عن الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة في حال تم تطوير الإنتاج.
وقال "نرحب بهذا المشروع الفريد من نوعه الذي يتم تنفيذه في البلاد والذي سيعزز اقتصادنا ويحسن حياتنا".
وأكد على أن المشروع سيزيد إنتاج الحليب ويضمن اكتفاءا ذاتياً على صعيد الطلب، مما سيؤدي إلى زيادة الاستقرار وتخفيض مستوى الفقر.
وحسبما ذكر أغاوين، تشمل الخطة جهوداً لإنشاء عيادات طب بيطري وأراضٍ للرعي ومصادر مياه لمنتجي الحليب في ضواحي هرجيسا، لئلا يُضطروا إلى الانتقال من مكان إلى آخر، مما يسمح بتأمين تسليم أكثر ثباتاً للحليب في المدينة.
إمكانية زيادة الاستهلاك بفضل التعقيم
أمينة يوسف، 64 عاماً وهي من بائعي الحليب عند تقاطع توتال في منطقة محمود حيبي بهرجيسا، هي ممن رحبوا بدعم الاتحاد الأوروبي.
وقالت لصباحي "سررت جداً عندما علمت بشأن هذه المساعدة المالية الهادفة إلى تطوير مبيعات وإنتاج الحليب. نحتاج أولاً إلى إيجاد حل لمنتجنا الذي يصبح تالفاً بعد بضع ساعات... فمدة صلاحية الحليب محدودة جداً وبالتالي يجب رمي ما تبقى منه [بعد الاستهلاك] يومياً بما أن لا أحد سيشتريه في اليوم التالي. وهذه خسارة لنا".
وأوضحت يوسف أن بائعي الحليب يواجهون عدداً من الظروف المهنية الصعبة، ولا سيما عدم توفر أماكن مظللة بعيدة عن أشعة الشمس وعدم تمكنهم من حماية الحليب من الغبار.
ومن جانبه، قالت سينب حسين، وتتعاطى تجارة الحليب في سوق إنجي في هرجيسا، إن العديد من العملاء يقلقون بشأن المخاطر الصحية التي قد تشكله الحاويات البلاستيكية المستعملة لتوزيع الحليب، ولهذا السبب يترددون في شرائه حتى إذا كانوا يحبون شرب الحليب.
وذكرت لصباحي "أعتقد أن تحسين حاويات تخزين الحليب سيزيد من عدد الأشخاص الذين يشربون الحليب، ذلك أن هذا أمر سيطمئن من يرفضون شربه لأسباب مرتبطة بالنظافة. وهذا ما سيعزز أعمالنا... منحتنا هذه المساعدة المالية الكثير من الأمل ونطلب أن تتم إدارتها بطريقة عادلة".