أحيا آلاف الإثيوبيين يوم أمس الأول الثلاثاء بالعاصمة أديس أبابا الذكرى الـ125 لمعركة «عدوا» الشهيرة، التي انهزمت فيها قوات المستعمر الإيطالي عام 1896.

وتوافد المئات من الإثيوبيين  نحو ساحة النصب التذكاري لضحايا الاستعمار، بميدان الإمبراطور «منليك الثاني»، وسط العاصمة أديس أبابا لإحياء هذه الذكرى، بحضور رئيسة البلاد سهلي ورق زودي، ووزيرة الثقافة والسياحة الإثيوبية هيروت كاساو، وعمدة مدينة أديس أبابا أدانيش أببي، ومسؤولين حكوميين، وقدامى المحاربين.

وقالت رئيسة إثيوبيا إن معركة عدوا كانت انتصارا لأفريقيا ومصدر إلهام لشعوب القارة من أجل التحرر وكسر شوكة المستعمر.

وأوضحت خلال كلمة لها بالاحتفالية: «مواجهة المستعمر وقتها وحدت الإثيوبيين وتركوا كل خلافاتهم من أجل الوطن وهو الموقف الذي نفاخر به اليوم وأصبح نموذجا للأفارقة جميعا من أجل التحرر».

وأضافت: «لقد أوضح الانتصار بمعركة عدوا أنه لا يوجد ما يمنع من الإطاحة بالمستعمر».

ودعت رئيسة البلاد الأجيال الصاعدة إلى الاستفادة من تجربة معركة «عدوا» في الحفاظ على الأمن والاستقرار في إثيوبيا، وقالت: «يجب أن نعمل من أجل التكامل والمضي قدما معا في مجال تنمية بلادنا».

وشهدت العاصمة أديس أبابا احتفالين كبيرين بالمناسبة أحدهما بميدان الإمبراطور «منليك الثاني»، والذي حضرته رئيسة البلاد، فيما نظم الاحتفال الآخر بميدان الصليب وسط العاصمة والذي شهد حضورا رسميا وشعبيا.

وتخللت الاحتفالات عروض عسكرية من قدامى المحاربين، والفرق العسكرية الشرطية، وتم وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري من قبل رئيسة البلاد وعمدة المدينة، في مشهد كرنفالي شاركت فيه فرق ثقافية لبعض القوميات والشعوب الإثيوبية.

وعشية الاحتفال بذكرى معركة عدوا، قال رئيس الوزراء آبي أحمد، إنه لا توجد بطولة أعظم من الجرأة للتصدي لعدو يستخدم مدفعًا بسيف فقط.

وفي رسالة وجهها آبي أحمد للشعب الإثيوبي بالذكرى الـ125 لمعركة عدوا، أكد: «انتصار عدوة هو حصيلة البطولة والوطنية وفن الحرب للإثيوبيين»، مضيفًا أنه لا يوجد شيء أعظم من تجاوز التباينات والعمل معا لمواجهة بنادق العدو بالسيف حبا ودفاعا عن الوطن ،مشيرا  إلى أن الإثيوبيين في معركة عدوة أظهروا قدرًا كبير من الحكمة والشجاعة في صد العدو. 

وتعود وقائع معركة عدوا التي يحتفل بها الإثيوبيون سنويا إلى مطلع مارس عام 1896، حينما سعى الجيش الإيطالي الذي كان يسيطر حينها على جنوبي الصومال وإرتريا لتأمين وجوده بالتوسع غربا في الداخل الإثيوبي.

ووقعت المواجهة في منطقة عدوا وهي اليوم مدينة في إقليم تجراي شمال إثيوبيا على بعد حوالي 870 كيلو مترا شمال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهي منطقة محاطة بالجبال وأراض وعرة ربما كانت أحد أسباب انتصار الإثيوبيين إلى جانب وحدتهم وتماسكهم وعزيمتهم.