أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، يوم أمس الأول السبت، مقتل قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي وهو يقود المعارك ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، في جبهات القتال بين محافظتي الجوف ومأرب.

وخيم حزن واسع على اليمنيين بعد هذا الإعلان، والذين اعتبروا مقتله خسارة كبيرة، مستذكرين بطولاته التي اختتمها كما يحب في ساحات المعارك بعد ثلاثة عقود من المواجهات التي خاضها ضد إيران ووكلائها في المنطقة.

ونشر ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات للقائد الوائلي قبل مقتله بساعات وهو يتقدم المواجهات قبل جنوده في جبهة العلم بين مأرب والجوف.ويعد اللواء أمين الوائلي قائد الحرب الأبرز ضد ميليشيا الحوثي، وهو قائد المنطقة العسكرية السادسة ومسرح عملياتها الجوف، صعدة، عمران، وقاد هذه المنطقة مرتين، حيث عُيّن في المرة الأولى قائداً لها عام 2015م، إلى عام 2018م، قبل أن يتم تعيينه مجددا لقيادتها في نوفمبر 2020م.

وسبق أن أصيب أكثر من مرة، ونجا من موت محقق عدة مرات إحداها في قصف صاروخي على مبنى حكومي بمدينة الحزم عاصمة الجوف في إبريل عام 2017م.وكان الوائلي أحد أبرز قادة الحرس الجمهوري السابق والفرقة المدرعة وقائد حرب مخضرم ضد المعسكر الإيراني في المنطقة بدءا بالمشاركة في حرب العراق كآمر جحافل مقاتلة هناك عام 1989، قبل أن يعود إلى اليمن ليشارك في قيادة الحروب ضد التمرد الحوثي بمحافظة صعدة الذي خرج عن السيطرة إلى مواجهة مسلحة منذ عام 2004 حيث كان الوائلي قائدا لمعسكر الصيفي، ثم قائدا للواء 122 مشاة في معاقل الحركة الحوثية الموالية لإيران في صعدة.

واللواء الوائلي من مواليد وصاب العالي محافظة ذمار (وسط اليمن) 1962، حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية، تخصص: سلاح المدفعية من الكلية الحربية عام 1984، وماجستير علوم عسكرية (العراق) عام 1999، والأكاديمية العسكرية العليا - كلية الحرب العليا ( الدورة الرابعة حرب عليا) صنعاء، ليسانس شريعة وقانون، جامعة صنعاء.

وأكد بيان النعي الصادر عن وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان العامة، أن الوائلي كان من أوائل الضباط الذين لبوا نداء الوطن والواجب بعد اجتياح الميليشيات التخريبية للعاصمة صنعاء عام 2014م، وشارك في قيادة مسيرة التحرير انطلاقاً من صحراء حضرموت.. وأضاف «كان له الفضل في وضع نواة إعادة تأسيس المنطقة العسكرية السادسة وتشكيل وحداتها وقيادتها، كما شارك ببسالة في عمليات تحرير عدداً من المناطق والمواقع يتقدم الصفوف ويرافق الأبطال يقاتل بشجاعة وإقدام ويقود بحنكة واقتدار».وأشار البيان إلى أن معاناته من المرض (كان يعاني من مرض السرطان)، لم تمنعه من العودة إلى ميدان القتال، ولم تنل من عزيمته ومعنوياته الإصابات الكثيرة التي تعرض لها في معارك التحرير، ووقف شامخاً حتى نال شرف الشهادة التي سبقه إليها نجله البطل إبراهيم.

وأكدت وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش اليمني، أن التضحيات الغالية ستزيد الأحرار عزماً وإصراراً على المضي نحو تطهير اليمن من المشاريع والشعارات الإيرانية وميليشياتها التخريبية ومحاربة الإرهاب والتطرف.

وعبرت عن الفخر والاعتزاز بالتضحيات والبطولات الخالدة التي يرسمها الأبطال في كل الميادين، وبالمواقف والالتفاف الوطني الواسع.. مثمنة الجهود والدعم للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في معركة الدفاع القومي المشترك ضد العدو الفارسي والتصدي لكل المخططات المتربصة باستقرار وسلامة اليمن وأمن وسلامة المنطقة.

 

غريفثس يبحث ملف اليمن مع وزير خارجية عمان 

 

وفيما يتعلق بالعملية السياسية، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفثس، خلال زيارة يقوم بها إلى سلطنة عمان «أجريت نقاشاً بنّاء في مسقط اليوم مع وزير الخارجية العماني حول آفاق السلام في اليمن». وأضاف: «شكرت وزير الخارجية العماني على دعم جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن من خلال عملية سياسية شاملة للجميع».وكان غريفثس، استأنف اتصالاته ولقاءاته مع قيادات ميليشيا الحوثي، بعد توقف دام عدة أشهر.وقال مكتب المبعوث الأممي، في بيان أصدره مساء الجمعة الماضي، إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يقوم حاليا بزيارة إلى سلطنة عُمان.وأضاف «يواصل غريفثس خلالها جهود الوساطة التي يبذلها من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد وفتح مطار صنعاء والسماح بإدخال الوقود وغيرها من السلع إلى اليمن عبر موانئ الحديدة واستئناف العملية السياسية».وذكر البيان أن غريفثس عقد اجتماعاً مع رئيس وفد الحوثيين المفاوض محمد عبد السلام في مسقط، موضحا أنه جرى خلال اللقاء مناقشة الحاجة الملحّة للاتفاق على فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على موانئ الحديدة، والدخول في وقف إطلاق نار في كافة أنحاء البلاد، واستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة تمهيداً للتوصّل إلى سلام مستدام.ويأتي لقاء المبعوث الأممي بالحوثيين في مسقط، عقب إبداء الحوثيين، بحسب مواقع اخبارية يمنية، موافقة مبدئية على المبادرة السعودية لإنهاء النزاع والتوصل لحل سياسي تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.

كما تضمنت المبادرة السعودية «فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة وفقا للمرجعيات».وحظيت المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، بترحيب عربي ودولي واسع، إذ أعلنت كلٌ من أميركا وبريطانيا ومصر والكويت والأردن والبحرين والإمارات وقطر، وعمان إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى الترحيب بها.وتتزامن زيارة غريفثس إلى مسقط مع جولة يجريها المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إلى الشرق الأوسط للقاء بمسؤولين حكوميين لمناقشة الجهود الدولية المشتركة لتعزيز وقف إطلاق النار الدائم واتفاقية السلام في اليمن.وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن، ليندركينغ، سيتوجه الخميس، إلى الشرق الأوسط، للضغط من أجل قبول خطة لوقف إطلاق النار في اليمن.

وبحسب البيان فإن كينغ سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين في الشرق الأوسط لبحث الجهود الدولية التي تستهدف وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق سلام في اليمن.