تزداد الأمية بين النساء بشكل دائم بسبب الممارسات الثقافية الخاطئة في العديد من المجتمعات الريفية مثل «الماساي» الذين ينحدرون من منطقة «وادي ريفت» في مقاطعة «كاجيادو» بكينيا.
و»الماساي» مجموعة من الرحل يشتهرون بلباس مميز، وتربية الأبقار والماعز مصدر دخلهم الوحيد، ويعيشون حياة بدائية ضمن دائرة من الأكواخ، ويواصلون التمسك بتلك العادات رغم تبني جماعات أخرى في بلادهم أساليب حياة حديثة.
وبمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي وافق الأربعاء الماضي، سلطت وكالة الأناضول الضوء على مجتمعات السكان الأصليين في كينيا الذين ما زالوا يواجهون تحديات في الوصول إلى التعليم.
عام 1966، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) 8 سبتمبر من كل عام يوما دوليا لمحو الأمية لتذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية للأفراد والمجتمعات، والحاجة إلى بذل جهود من أجل مجتمعات أكثر معرفة بالقراءة والكتابة.
حوافز الزواج المبكر
القروية جريس نايسيا (47 عاما) قالت «الثقافة والتقاليد السلبية أثرت خلال سنوات على كيفية نشر التعليم في مجتمع الماساي في كينيا».
وأضافت «في الماضي، كان الزواج المبكر شائعا جدا بسبب الفقر، ولأنه كان جزءا من ثقافتنا».
وتابعت «اعتادت العائلات على ترتيب الزيجات بعد أن تتجاوز الفتاة مرحلة الطفولة مباشرة، وتعتبر العائلات المهر مصدرا مهما جدا للثروة» مشيرة إلى أن حوافز الزواج المبكر من بين الأسباب الرئيسية للأمية.
نايسيا، أم 4 أطفال، تزوجت مبكرا، ولذلك تلقت تعليمها حتى مستوى المدرسة الابتدائية فقط.
تقول «لم يؤمن والدي أبدا بالتعليم لأنه في ثقافتنا بمجرد أن تتزوج فأنت تنتمي إلى العائلة التي تزوجت إليها. لذلك، بالنسبة لأجدادنا والجيل الأكبر سنا، فإن تعليم الفتاة بمثابة مضيعة للوقت لأن الفتاة ستنتقل إلى عائلة زوجها التي ستستفيد من تعليم ابنتهم، لذلك اضطررت إلى ترك المدرسة بعد الزواج».
وأشارت إلى أن شعب «الماساي» يعتقدون أنهم أوصياء على الثروة الحيوانية، وخاصة الأبقار، وكل شخص بالعائلة لديه ما يفعله، لذلك سيضطر الأولاد وأحيانا الفتيات لرعاية هذه الحيوانات وسيستلزم ذلك السفر مسافات طويلة بحثا عن المراعي والمياه، وهذا يشكل أيضًا حاجزا ثقافيا أمام محو الأمية لأن الناس يؤمنون بقوة الثروة التي تأتيهم من تربية الحيوانات.
تقول تيري نايبانوي (46 عاما) «تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، الذي تم تسويقه كطقوس لعبور الفتيات لسن البلوغ، ساهم أيضا في انتشار الأمية، فبعد الختان يأتي الزواج على الفور، لذلك اعتاد الناس على انقطاع الفتيات عن المدرسة بعد الختان، ومازال ذلك يحدث أحيانا حتى اليوم».
وأضافت «نحن بدوٌ رحل، لذا فإن الانتقال من مكان إلى آخر يؤثر أيضا على التعليم. فإذا انتقلت إلى مكان بعيد، فلن تكون قادرًا على المشي إلى المدرسة».
تحسن معدل انتشار مهارة القراءة والكتابة بأوساط مجتمع «الماساي» الفترة الأخيرة خاصة بعد عمل الحكومة المركزية مع حكومات المقاطعات والقادة المحليين وقادة المجتمع على نشر ثقافة مكافحة الفقر من خلال التعليم.
عملت الحكومة على نشر برامج «محو أمية الكبار» في أنحاء مقاطعة «كاجيادو» لتعزيز مستويات مهارة القراءة والكتابة.
كما التحقت النساء ببرامج محو أمية الكبار بشكل ملحوظ، مما عزز من مهاراتهن عبر التعليم غير الرسمي.
تعود نايبانوي بالقول «لدينا العديد من برامج محو أمية الكبار التي ساعدتنا على فهم كيفية استخدام الهواتف المحمولة وكيفية إتقان لغات مثل الإنجليزية، مع مثل هذه البرامج قمنا بتحسين أعمالنا لأننا لم نعد أميين.. هناك متعة مع القراءة والكتابة».