أنهى الرئيس الكيني السابق، أوهورو كينياتا، مبعوث مجموعة شرق إفريقيا للسلام في شرق الكونغو الديمقراطية، مشاوراته، التي استغرقت يومين، حول إرساء السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.وأجرى كينياتا - بحسب ما ذكر راديو فرنسا الدولي - مشاورات على مدى يومين مع وزراء ودبلوماسيين وبرلمانيين ونحو 40 ممثلا عن المجتمع المدني وأقاليم كيفو (الشمالي والجنوبي) وايتوري وزعماء قبائل.

وأعرب المشاركون في المشاورات عن أملهم في أن تسفر عملية «نيروبي» عن حل دائم للنزاع المسلح في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.وشدد رئيس البرلمان في الكونغو الديمقراطية، كريستوف مبوسو، خلال لقائه الرئيس كينياتا على طبيعة المحادثات المزمع عقدها في نيروبي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري وعلى طبيعة المشاركين فيها.

وقال: «إن حركة (إم 23) جماعة إرهابية ونحن لا نتفاوض مع إرهابيين. وإذا كانت هناك ضرورة للتفاوض، يجب أولا تحقيق شرطين: إلقاء السلاح ومغادرة الأراضي التي احتلوها بطريقة غير شرعية».

فيما ذهبت نائبة رئيس مكتب تنسيق المجتمع المدني في إقليم كيفو الجنوبي إلى ما هو أبعد من طلب التدخل العسكري؛ حيث دعت إلى تشكيل محكمة خاصة لإدانة المتسببين في نشر القتل والخراب في بلادها. وأضافت: «إننا نطلب أن تجلب عملية نيروبي العدالة للضحايا».

من جانبه، أشار، إيفاريست مفوام، ممثل المجتمع ومنسق «عملية نيروبي» بإقليم كيفو الجنوبي، إلى أنه اقترح على مبعوث مجموعة شرق إفريقيا، الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، تشكيل مجموعة عمل؛ نظرا للعديد من التعقيدات التي تشوب هذا الصراع الذي يتطلب الكثير من التحليل والوضوح من أجل إيصال الكونغوليين ودول المنطقة إلى حلول للسلام الدائم والاستقرار والتنمية.

وقال مفوام، في تصريحات لراديو بعثة الأمم المتحدة لإرساء السلام في الكونغو الديمقراطية، «إن الوقت قد حان لتحليل الأسباب المتجذرة لانعدام الأمن من أجل الأمل في إحلال سلام دائم في المنطقة». وأضاف: «يتعين علينا محاولة فهم الأسباب المُعمقة والكامنة وراء الصراع، كشرط أول للبحث عن علاج لهذا الصراع».

ويرى مفوام أنه يتعين كذلك «إشراك الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والقبائل في شراكة متطورة. فقضايا السلام لا تقتصر على مشاركة الجماعات المسلحة فحسب، بل تشمل الجهات الفاعلة الرئيسية التي تعيش يوميا آلام الحرب وتعد من الضحايا المباشرين للصراعات».

وكان الرئيس الكيني السابق، أوهورو كينياتا، وسيط مجموعة شرق إفريقيا لعملية السلام في شرق الكونغو الديمقراطية، قد وصل إلى كينشاسا قبل يومين في إطار الجهود الإقليمية لحل أزمة انعدام الأمن في شرق الكونغو الديمقراطية.

والتقى كينياتا، في إطار مهمته، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينتو كيتا، للتفكير معا في كيفية إحلال السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما دعا الكونغوليين إلى الوحدة وحث الجماعات المسلحة على إلقاء السلاح من أجل تحقيق سلام دائم في جمهورية الكونغو الديمقراطية.