بعد نقاشات استمرت أشهرا، تتجه الأمم المتحدة نحو تشريع تشكيل قوة دولية قوامها ألفي شرطي ورجل أمن، بقيادة كينيا، للتدخل العاجل في هايتي، البلد الذي يعاني من أشد الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية في القارة الأمريكية. بدأت الخطة الدولية بشأن إنشاء قوة أمنية أممية للتدخل في هايتي في التبلور، مع إعلان الولايات المتحدة الجمعة الماضية 22 سبتمبر 2023 أن دولا عدة تعتزم المساهمة بهذه القوة، التي ستقودها كينيا.لكن المؤشرات السياسية والميدانية تشير إلى أن تشكيل مثل هذه القوة سيستغرق بضعة أشهر، كما أنها ستحتاج لوقت كاف بعد نشرها للتعرف على الميدان ووضع الخطط العملية لتحركاتها.

الإعلان عن إمكانية البدء بتشكيل هذه القوة جاء على لسان فيكتوريا نولاند، المسؤولة الثانية في وزارة الخارجية الأمريكية، بعد اجتماع وزاري حول هايتي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكدت أن «10 إلى 12 دولة قدمت عروضا ملموسة لمهمة الدعم» هذه.من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الاجتماع إن «مهمة الدعم هذه لن تحل محل المسار السياسي»، آملا في «نشر هذه القوة في غضون بضعة أشهر». وأضاف أن إدارة جو بايدن ستطلب من الكونغرس 100 مليون دولار لتمويلها.

لكن يبدو أن الوقت ليس بمصلحة الحكومة الهايتية، التي دعا رئيسها أرييل هنري الأمم المتحدة «للتحرك على نحو عاجل».

وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال هنري إن «الحياة اليومية للشعب الهايتي مؤلمة، لهذا السبب يتعين على مجلس الأمن التصرف على نحو عاجل عبر السماح بنشر مهمة دعم أمنية وشرطية وعسكرية متعددة الجنسيات».

وأضاف «أطلب من المجتمع الدولي التحرك، والتحرك سريعا»، معددا الفظائع التي يتعرض لها السكان بأيدي العصابات والمتمثلة بـ»الخطف مقابل فدية والنهب والمجازر والعنف الجنسي والجنساني والإتجار بالأعضاء والإتجار بالبشر وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء وتجنيد الأطفال».وتعمقت الاضطرابات في هايتي منذ اغتيال الرئيس جوفينيل مويز في عام 2021 في مقر إقامته في بورت أو برنس. ومنذ ذلك الحين، استولت العصابات المسلحة على ما يصل إلى 90% من العاصمة، وارتفعت حدة عمليات القتل والاختطاف والعنف الجنسي بشكل حاد، ما أدى إلى تحويل أجزاء كبيرة من المدينة إلى مناطق محظورة. فضلا عن ذلك، يواجه سكان تلك المناطق صعوبات في الحصول على المواد الغذائية لأسباب متعددة، منها نقاط التفتيش التي تقيمها العصابات والتي تسد طرق الإمدادات الغذائية.