غادر قرابة 250 جندياً جنوب سوداني مدينة غوما الجمعة الماضية، هم دفعة إضافية من القوة الإقليمية لمجموعة شرق إفريقيا تنسحب من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المضطرب، بعد رفض كينشاسا تمديد مهمتها.وكانت المجموعة التي تضم سبع دول، قد نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 قوات في المنطقة، التي ترزح تحت وطأة أعمال العنف، بطلب من سلطات الكونغو الديمقراطية، بهدف تحرير مناطق سيطرت عليها مجموعة إم23 المتمردة.غير أن مستقبل انتشار القوة أصبح موضع شك، بعد أن اتهم الرئيس فيليكس تشيسيكيدي والأهالي المحليون، القوة الإقليمية بالتعايش مع المتمردين بدلاً من إرغامهم على إلقاء السلاح.وشاهد مراسلو «فرانس برس» في ساعة مبكرة الجمعة، مجموعة الجنود من جنوب السودان لدى مغادرتهم غوما عاصمة شمال كيفو.وأقلع الجنود من مطار غوما قرابة الساعة 5,20 بالتوقيت المحلي (03,20 ت غ) باتجاه جوبا.ومن المقرر تنظيم رحلة أخرى في وقت لاحق الجمعة، بحسب مصدر في مجموعة شرق إفريقيا.ويُتوقع أن يغادر الجنود الأوغنديون والبورونديون في الأسابيع المقبلة، قبل اكتمال انسحاب القوة الإقليمية بحلول 7 كانون الثاني/يناير. الأحد الماضي غادرت فرقتان تضمان نحو 100 جندي كيني غوما.وعاد متمردو إم23 (حركة 23 مارس) للظهور مجدداً شمالي كيفو في أواخر 2021، واستولوا على مساحات واسعة من الإقليم بدعم وفق مصادر، من رواندا المجاورة العضو في مجموعة شرق إفريقيا، وهو ما تنفيه رواندا.

وبدأ الجنود الكينيون الوصول إلى غوما بعد مرور عام، بطلب من سلطات جمهورية الكونغو الديمقراطية.

واتهمت كينشاسا والسكان المحليون جميع عناصر قوة شرق إفريقيا باستثناء الوحدات البوروندية، بالتواطؤ مع المتمردين.

أواخر الشهر الماضي، قالت مجموعة شرق إفريقيا، إن جمهورية الكونغو الديمقراطية العضو في التكتل، قررت عدم تجديد تفويض القوة بعد الثامن من كانون الأول/ديسمبر.وتأمل كينشاسا باستبدال جنود مجموعة شرق إفريقيا بقوات أمن من الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (سادك) التي تنتمي لها أيضاً الكونغو الديمقراطية.وتتواصل المعارك بين حركة 23 مارس وجيش جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعم من ميليشيات تطلق على نفسها اسم «الوطنيين».وتنشط العديد من الجماعات المسلحة وميليشيات أخرى منذ ثلاثة عقود في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في ما يشكل إرث حروب إقليمية اندلعت خلال التسعينات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.