قالت الممثلة الخاصة لأمين عام الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينتو كيتا، إن أعمال العنف والنزوح شرقي البلاد وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق وتهدد بإثارة صراع إقليمي أوسع نطاقا. وأعربت كيتا في كلمة لها أمام مجلس الأمن الدولي، عن قلقها البالغ إزاء التوسع السريع لوجود حركة 23 مارس في محافظة شمال كيفو، حيث استولت على عدة مواقع استراتيجية، وامتدادها إلى جنوب كيفو. وأشارت إلى أنه خلال الهجوم العسكري الأخير، قامت حركة 23 مارس ومؤيدوها بإحراق العديد من قواعد الجيش الكونغولي وتسببت في نزوح المزيد من السكان، «مما زاد من تفاقم الوضع الإنساني ووضع حقوق الإنسان الكارثيين بالفعل». وأضافت: «تمكنت حركة 23 مارس من تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وإن الأزمة المتصاعدة بسرعة بسبب عمليات الحركة تحمل في طياتها خطرا حقيقيا يتمثل في إثارة صراع إقليمي أوسع نطاقا». وقالت كيتا إن جمهورية الكونغو الديمقراطية تواجه “واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تعقيدا وإهمالا في عصرنا”. وأضافت» أن العنف المتصاعد في شرقي البلاد لا يزال يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، مما يتسبب في تفاقم الوضع الإنساني المروع بالفعل»، مشيرة إلى وجود 7.3 مليون نازح في البلاد، بما في ذلك 6.9 مليون في المقاطعات الشرقية وحدها. وأكدت أن انتهاكات القانون الدولي الإنساني تعيق إيصال المساعدات الإنسانية، فيما تقترب الخطوط الأمامية من مخيمات النازحين مما يعرضهم لخطر أكبر. وفي غضون ذلك، يستمر العنف القائم على النوع الاجتماعي في التزايد، حيث ارتفع العنف الجنسي ضد الأطفال بنسبة 40 بالمائة عام 2023 مقارنة بالعام السابق. وفي هذا السياق، قالت الممثلة الخاصة:»هذا مجرد غيض من فيض، حيث لا يزال هناك العديد من الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها. واستنادا إلى الاتجاهات الحالية، فإن عام 2024 قد يصبح عاما قياسيا آخر». ودعت كيتا المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إلى زيادة جهودها للحد من المعاناة الإنسانية من خلال تعزيز مشاركتها في الحلول السياسية والإقليمية ومن خلال إعادة الالتزام بمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات في البلاد، والتي تؤدي إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير. وقد رحبت المسؤولة الأممية بالهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها لمدة أسبوعين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي بدأت في منتصف ليل 5 يوليو الجاري، وحثت الأطراف على استغلال الهدنة كفرصة لضخ زخم جديد في جهود السلام الإقليمية الجارية.