قالت مصادر محلية لوسائل الاعلام إن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني حلقت بكثافة فوق مواقع مختلفة في شرق العاصمة الخرطوم وجنوبها تزامنا مع سماع أصوات مضادات أرضية تابعة لقوات الدعم السريع.وعن جبهة معارك أخرى، قال مراسل قناة الجزيرة إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتبادلان القصف المدفعي العنيف باتجاهات مختلفة من مدينة الفَاشِر عاصمة ولاية شمال دارفور.في غضون ذلك، دعا مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي بانكول أديوي طرفي الصراع في السودان للجلوس إلى طاولة الحوار. وشدد أديوي -في مؤتمر صحفي بالعاصمة الغانية أكرا- على أن تسوية الخلافات تكون عبر الحوار فقط وذلك من أجل وقف معاناة الشعب السوداني.وكان رمطان لعمامرة -المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان- قد صرح بأن المناقشات التي عقدها في جنيف بشكل منفصل مع وفدي الجيش وقوات الدعم السريع «كانت خطوة أولية مشجعة في إطار عملية طويلة ومعقدة». جاء ذلك في بيان أصدره لعمامرة قبل يومين في ختام جولة مباحثات أجراها بشكل منفصل في جنيف مع وفدين من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإيصال المساعدات الإنسانية، بين 11-19 يوليو الجاري. وأعرب لعمامرة عن تفاؤله إزاء استعداد الجانبين للانخراط معه بشأن عدد من المسائل المهمة، والتعهدات التي قطعاها حول مطالب محددة قدمها إليهما في المناقشات، مضيفا أنه يعتزم «مواصلة الانخراط من كثب مع قادة الجانبين لمتابعة تنفيذ التعهدات والتواصل معهم على صعيد القضايا الحرجة». وعلى الصعيد نفسه، ناشد عشرات النازحين في ولاية القضارف جنوب شرقي السودان بضرورة إغاثتهم بشكل عاجل ومدهم بالمساعدات الإنسانية من غذاء ودواء وإيواء لمواجهة موسم هطول الأمطار.وأشار عدد منهم، في حديثهم للإعلام، إلى أنهم يفترشون الأرض دون غطاء ويكابدون لتوفير أدنى مطلوبات المعيشة، كما يعاني أطفالهم ظروفا صحية صعبة.يذكر أن معظم النازحين قدموا من ولاية سنار غرب القضارف، وخاصة مدن سنجة والدندر وكركوج، بعد تصاعد وتيرة القتال بين قوات الجيش والدعم السريع في المنطقة.وتشهد معسكرات النازحين في ولاية القضارف اكتظاظا غير مسبوق بالفارين من مدن ولاية سنار، وتشير إحصائية للمتطوعين أن أكثر من 200 ألف نازح وصلوا القضارف قادمين من سنار وتوزعوا في المعسكرات والمدارس المخصصة للإيواء، فضلا عن توجه البعض إلى قرى وضواحي القضارف. ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني ، وقوات الدعم السريع، حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.