اتسع نطاق الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وامتدت إلى مناطق كانت بمنأى عن النيران، وارتفع عدد ضحاياها إلى 16 قتيلًا.

ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس لائحة بالقتلى دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم.

وجاء في الوثيقة أنه عُثر على 5 قتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون.

ويسابق رجال الإطفاء الزمن لوقف انتشار حرائق الغابات التي تهدد بالوصول إلى متحف جيه بول غيتي الشهير في لوس أنجلوس وجامعة كاليفورنيا في المدينة، في وقت صدرت فيه تحذيرات جديدة بالإخلاء زادت من توتر السكان. ويخوض رجال الإطفاء معركة ضارية ضد ألسنة اللهب في مانديفيل كانيون بالقرب من ساحل المحيط الهادئ، حيث يعيش أرنولد شوارزنيغر وغيره من المشاهير، وبينما كان الدخان الكثيف يلف سفح التل المغطى بالأشجار الصغيرة، استخدم رجال الإطفاء على الأرض خراطيم المياه لمحاولة إبقاء ألسنة اللهب المتصاعدة تحت السيطرة.

وفي مؤتمر صحفي، قال كريستيان ليتز، رئيس إدارة عمليات الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، إن التركيز الرئيسي سيكون على حريق باليساديس، الذي يشتعل بالقرب من حرم جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وأضاف “يجب أن نكون أكثر جرأة هناك”.

وقالت مشرفة المقاطعة ليندسي هورفاث إن منطقة لوس أنجلوس “شهدت ليلة أخرى من الرعب والحزن الذي لا يوصف، وجرى إجلاء المزيد من السكان بسبب تمدد الحريق في الاتجاه الشمالي الشرقي من حريق باليساديس”.

وأتت الحرائق على نحو 145 كيلومترًا مربعًا (تعادل مساحة أكبر من مدينة سان فرانسيسكو)، ولا يزال عشرات الآلاف من الأشخاص تحت أوامر الإجلاء، كما صدرت أوامر إجلاء جديدة.وسارعت 7 ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة والطواقم على الأرض لإخماد الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم. كما أعلنت المكسيك إرسال تعزيزات لمكافحة الحرائق المتعددة في لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا القريبة من الحدود بين البلدين، وهي منطقة من الولايات المتحدة يعيش فيها كثير من المكسيكيين. ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت. وتشير تقديرات أولية إلى أن الخسائر قد تجعل هذه الحرائق الكارثة الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. وقدَّرت شركة “أكيوويزر” لخدمات الأرصاد الجوية الخسائر الاقتصادية التي تسببت فيها الحرائق بين 135 و150 مليار دولار. ويُتوقع أن تشتد الرياح التي تراجعت سرعتها لمدة قصيرة، وفق الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية، مما يضعف الآمال في احتواء الكارثة. والرياح التي تهب حاليًّا معروفة باسم “سانتا آنا”، وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي، بلغت حدة غير مسبوقة منذ عام 2011، وفق خبراء بالأرصاد الجوية. وتشكل هذه الرياح كابوسًا لرجال الإطفاء، لأن كاليفورنيا شهدت سنتين ماطرتين جدًّا، أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس حاليًّا بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ووُجهت انتقادات إلى السلطات بشأن مدى جاهزيتها وطريقة استجابتها، رغم أنه من المبكر معرفة سبب الحرائق.وقالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كراولي لمحطة (كاي تي تي في) التابعة لفوكس نيوز “ثمة نقص متواصل في الطواقم والموارد والأموال”. مع عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجوال صارمًا يسري من الساعة السادسة مساءً إلى السادسة صباحًا، في منطقتي باسيفيك باليساديس وألتادينا الأكثر تضررًا. وإزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم “مراجعة مستقلة شاملة” لأجهزة توزيع المياه في المدينة. ووصف نيسوم نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى بأنه “مقلق جدًّا”، وهو الأمر الذي تسبب في اتساع رقعة الحرائق. وكتب في رسالة مفتوحة “نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث”. ومن الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، الممثل ميل غيبسون الذي قال في مقابلة صحفية إنه مصدوم جدًّا لخسارته منزله في ماليبو. وحضر الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، اللذان يعيشان حاليًّا في كاليفورنيا، لمواساة المنكوبين في باسادينا.