حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن موجة فيضانات جديدة وُصفت بـ»القاتلة» اجتاحت ولايات جونقلي وأعالي النيل والوحدة في شمال جنوب السودان، متسببة في نزوح أكثر من 100 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة.
وتخشى المفوضية أن يتجاوز عدد النازحين 400 ألف بحلول نهاية العام إذا استمرت الأمطار الغزيرة.
وقالت ممثلة المفوضية في جنوب السودان، ماري هيلين فيرني، إن من المتوقع أن تبلغ الأزمة ذروتها بين سبتمبر الجاري وأكتوبر القادم ، محذّرة من أن الفيضانات قد «تعزل مجتمعات بأكملها، وتفاقم الجوع، وتزيد من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة ضد النساء والفتيات».
يعاني جنوب السودان منذ سنوات من أزمات إنسانية متشابكة بفعل النزاعات المسلحة وضعف البنية التحتية وتكرار الكوارث الطبيعية.
وقد أدت الفيضانات المتكررة إلى تدمير منازل ومدارس ومرافق صحية وأراض زراعية، إضافة إلى نفوق الماشية وتلوث مصادر المياه، وهذا زاد من احتمالات تفشي الأمراض. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه البلاد بالفعل تفشيا للكوليرا أصاب أكثر من 12 ألف نازح و3 آلاف لاجئ حتى نهاية أغسطس الماضي.
وأوضحت المفوضية أنها قدّمت هذا العام مساعدات عاجلة، شملت النقد والمأوى ومواد الإغاثة، لنحو 150 ألف شخص من الأكثر تضررا، بالتعاون مع السلطات المحلية ووكالات الأمم المتحدة.
غير أن الوكالة لم تتلق سوى ثلث التمويل المطلوب، البالغ نحو 300 مليون دولار، الأمر الذي أجبرها على تقليص عملياتها في ولاية الوحدة التي غمرتها المياه بنسبة 70%.
وفي محاولة للتخفيف من آثار الكارثة، وقّع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع اتفاقا بقيمة 9.9 ملايين دولار مع وزارة الموارد المائية في جنوب السودان، لتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة والمستضيفة للاجئين على مواجهة تغير المناخ.